يحتفل زعماء حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مدينة بادن الألمانية ومنطقة كيهل القريبة من ستراسبورغ الفرنسية على الحدود الألمانية - الفرنسية يومي 3 و4 أبريل المقبل بمرور 60 عاماً على قيام هذا الحلف ووضع خطط عسكرية وسياسة استراتيجية جديدة لحلفهم تكون بمثابة تغييرات جذرية على بنود هذا الحلف لبقائه القوة الرئىسية في العالم وبالتالي اتخاذ قرارات جديدة لتوسعته ومناقشة طلب أوكرانيا وجورجيا الانضمام إلى الحلف واضافة قوة جديدة له للحيلولة دون انهياره وعدم تعرضه لهزيمة عسكرية في افغانستان. هذه الخطط تعتبر في نظر بعض أعضاء البرلمان الألماني مجهولة المصير فقد طالب عضو شؤون السياسة الخارجية بالبرلمان الألماني فولفجانغ جيركيه مع خبير شؤون السياسة العسكرية في البرلمان فينفريد ناختفاي ضرورة عقد البرلمان الألماني جلسة استثنائىة لمناقشة هذه الخطط مع الحكومة الألمانية قبل انعقاد مؤتمر زعماء الحلف وذلك لمعرفة مقترحات وخطط الحكومة الألمانية التي تريد عرضها لزعماء الحلف. وأوضح جيركيه أنه إذا لم تبين الحكومة الألمانية للبرلمان مقترحاتها فإن ذلك يعد مساساً بالدستور الألماني وضربة موجعة للبرلمان الذي يعتبر مرجع سياسة الحكومة الألمانية الخارجية والعسكرية إضافة إلى السياسة الداخلية مؤكداً أن الكتلة اليسارية (الشيوعيين) يريدون تقديم مقترحات بديلة عن السياسة الاسترتيجية الجديدة التي تكمن بضم جورجيا وأوكرانيا إلى حلف بروكسل العسكري دون الأخذ بعين الاعتبار رفض موسكو لانضمامهما إذ ترى موسكو وجود قوات عسكرية ل (الناتو) على حدودها يعتبر اعتداء صريحا على كيانها معلناً أن الكتل اليسارية والاشتراكية في أوروبا ستشارك في مظاهرات مناوئة للمؤتمر. وأعرف ناختفاي عن قلقه من احتمال اتخاذ (الناتو) قرارات جديدة بتوسعة رقعته لتشمل مقدونيا التي ترفض اليونان انضمامها إلى الحلف إضافة إلى رفض موسكو انضمام أوكرانيا إلى الحلف الأمر الذي سيؤدي إلى عودة الحرب الباردة من جديد بشكل أكثر من ذي قبل. وطالب البرلمان الألماني بإبداء موقفه بصراحة حول الخطط الاستراتيجية الجديدة للحلف المذكور من خلال مناقشة الحكومة الألمانية لهذه المقترحات قبل الاحتفالات التي ستجرى بالمدينتين المذكورتين معلناً أن الآراء حول اقناع باكستان بعودتها من جديد إلى الحلف أو اقناع الهند بدخول عضوية الحلف سيؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها. وأشار ناختفاي إلى أن زعماء حلف شمال الأطلسي (الناتو) سيناقشون من خلال مؤتمرهم مقترحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتغيير الحلف لسياسته العسكرية في أفغانستان والتي تكمن ببدء حوار مع الشخصيات المعتدلة من الطالبان معتبراً هذه السياسة بأنها جاءت متأخرة إذ أن الطالبان وغيرهم من المقاومة الأفغانية وبدعم من كافة فئات الشعب الأفغاني يرون في (الناتو) قوة احتلال معلناً ضرورة أن تكون ضمن الخطط الاستراتيجية الجديدة للحلف خطط لانسحاب تدريجي من تلك الدولة.