سيطرت القضية الفلسطينية وتطوراتها على إهتمامات الصحف المصرية الصادرة اليوم على خلفية المحاولات الإسرائيلية لتمرير إجراءات وقوانين إسرائيلية مرفوضة فلسطينيا وعربيا من أبرزها تعديل قانون الجنسية ليتضمن أداء قسم الولاء للدولة اليهودية. وقالت الصحف أن إسرائيل بذلك مزقت الأسطورة التي حرصت أجهزة الدعاية الصهيونية والغربية على الترويج لها بالإدعاء بأن إسرائيل هي واحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط لافتة إلى أن هذا القانون سيجرد عرب إسرائيل من كافة حقوقهم وهم في الأصل أصحاب الأرض المغتصبة التي أقيمت عليها دولة إسرائيل. وأكدت في هذا السياق أن إسرائيل لم تكتف بعرقلة المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين بسبب إصرارها على مواصلة بناء المستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة وإنما حولت المفاوضات إلى مناسبة لاقتناص المكاسب السياسية والعسكرية من أمريكا من خلال محاولات تمرير مثل هذا القانون. وأشارت الصحف إلى المبررات التي تسوقها بعض المصادر الإسرائيلية بالقول بأن هذه الإجراءات تستهدف إقناع حزب إسرائيل بيتنا الذي يتزعمه أفيجدور ليبرمان وزير خارجية إسرائيل بالموافقة علي تمديد تجميد الاستيطان لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر أخرى. وقالت أن تأمل الموقف الإسرائيلي يشير إلى أن أسلوب المراوغة واقتناص المكاسب هو الهدف الأهم بالنسبة لبنيامين نيتانياهو وأقطاب حكومته حيث طالب نتنياهو الرئيس أوباما بأن يعلن مجددا التزامه بالضمانات التي أعطاها سلفه بوش الإبن لرئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون والتي تعهد فيها بأن تدعم واشنطن فكرة ضم الكتل الإستيطانية الكبرى إلى إسرائيل في إطار أي تسوية لترسيم حدود الدولة الفلسطينية. ورأت الصحف أن إسرائيل تعمدت الخروج بالمفاوضات المباشرة من مسارها ودفعتها إلى النفق المظلم للمستوطنات حتى تثير القلق الدولي والإقليمي حول مصير السلام في المنطقة وتستغل هذا القلق للحصول على مكاسب وتمرير إجراءات وقوانين داخلية. وفي سياق متصل نوهت الصحف بما كشفت عنه بعض الوثائق الإسرائيلية المتعلقة بحرب أكتوبر 1973م والتي أظهرت أن وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك موشي ديان كان على حافة اليأس وأنه أخطأ تقييم العدو وبالغ في تقدير قواته ليكتشف أن العرب جنود أفضل بكثير مما كان يعتقد وهو ما دعاه إلى تجنيد كبار السن واليهود من الخارج ودعا جولدا مائير إلى القيام بزيارة سرية إلى واشنطن لإقناع الرئيس الأمريكي نيكسون بتقديم المساعدة من دبابات وطائرات. // انتهى //