أعربت الصحف المصرية الصادرة اليوم عن مخاوفها من أن يمثل طرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو لفكرة يهودية دولة إسرائيل ومطالبته اعتراف الفلسطينيين بذلك كشرط مسبق لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية كمينا محكما تنصبه إسرائيل لاصطياد أي محاولات دولية وإقليمية لدفع عملية السلام في المنطقة. وقالت أن هذا الشرط الإسرائيلي المرفوض فلسطينيا وعربيا يعد مصادرة على قضايا الحل النهائي للقضية الفلسطينية وتفريغا من مضمونها الحقيقي مدللة على ذلك بأن يهودية دولة إسرائيل تستهدف أولا وأخيرا الحيلولة دون حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلي ديارهم وهو إحدى القضايا الأساسية للحل النهائي. وأضافت قائلة //وما يزيد طين الطرح الإسرائيلي ليهودية دولة إسرائيل بلة أنه يأتي في سياق مشروع قانون قدمه للكنيست الإسرائيلي نواب من حزب إسرائيل بيتنا القومي المتطرف الذي يتزعمه أفيجدور ليبرمان وزير خارجية إسرائيل يقضي بضرورة أن يؤدي الفلسطينيون داخل إسرائيل قسم الولاء ليهودية دولة إسرائيل//. وحذرت من أن هذه التوجهات الصهيونية الراهنة تكشف عن مخطط إسرائيلي لتضييق الخناق على عرب48 والدفع بهم قهرا وقسرا إلى الرحيل حتى تصير إسرائيل دولة يهودية خالصة. وشددت الصحف في هذا السياق على الرفض المصري للطرح الإسرائيلي لفكرة يهودية الدولة باعتباره خلط للدين بالسياسة فيما يتصل بالقوانين التي تعتمدها إسرائيل وهو ما يصعد من خطورة الموقف ويفتح الباب أمام تبعات كثيرة تزيد من تعقيده. وعلى صعيد زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى مصر إعتبرت الصحف المصرية تلك الزيارة أهم زيارة يقوم بها رئيس أمريكي خلال السنوات الماضية واصفة إياها بالعلامة الفارقة بين التوتر والإستقرار والعنف والسلام بعد أن قررت واشنطن أن تلعب دورا محايدا وإيجابيا تجاه القضية العربية. وقالت أن خطاب أوباما سيحدد إلى أين تتجه المنطقة التي عانت من الحروب والإحتلال والإستيطان والتهديد والقمع والحصار والتنكيل بالشعب الفلسطيني وشعوب المنظمة ليكون ذلك الخطاب بمثابة رؤية لزمن جديد في العلاقات بين أمريكا والعالم الإسلامي. ولفتت الصحف إلى تأكيد مصر بأن القضية الفلسطينية ستظل لها الأولوية على أجندة التحرك السياسي والدبلوماسي المصري مهما تعددت المخاطر والتهديدات التي تحدق بالمنطقة باعتبار أن القضية الفلسطينية هي لب النزاع العربي الإسرائيلي الذي ينقص من استقرارها وأمنها وفرص التنمية والتقدم بها. وأعربت عن أمل القيادة المصرية في أن يتضمن الخطاب المرتقب للرئيس الأمريكي أوباما نقاطا جادة تتصدى لجوهر العلاقة بين العالم الإسلامي والولاياتالمتحدة خاصة قضية السلام في الشرق الأوسط بما يفتح صفحة جديدة تتدارك أخطاء الماضي وتضع علاقات العرب والمسلمين مع الولاياتالمتحدة على الطريق الصحيح. وخلصت إلى القول بأن الرأي العام الإسلامي يعتبر مناسبة زيارة أوباما حلقة ضمن حلقات عزم الطرفين على تحسين ودعم العلاقات التاريخية بينهما مشيرة إلى أن هذا الإستقراء يعتمد على ما أعلنه أوباما نفسه عن رغبة بلاده إقامة علاقات مع العالم الإسلامي على أساس الإحترام والمصالح المشتركة. // انتهى // 0906 ت م