أعربت الصحف المصرية الصادرة اليوم عن دهشتها من إستمرار تمسك السياسة الإسرائيلية المعادية للسلام بالمفاوضات المنفردة متصورة أنها قادرة على انتزاع التنازلات من الدول العربية ومن الفلسطينيين خاصة في ظل الانقسامات الراهنة التي تضعف من قوة التفاوض العربي والفلسطيني وتعطي إسرائيل الوقت الكافي للمراوغة وفرض الامر الواقع على الأرض المحتلة باستمرار الإستيطان والتهويد. وأشارت إلى مطالبة مجلس الأمن الدولي أمس بسرعة استئناف مفاوضات السلام لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس اقامة الدولتين وحث المجتمع الدولي على القيام بعمل قوي للتوصل إلى تسوية شاملة للصراع وفقا لقرارات الأممالمتحدة وغيرها من الإتفاقات. وتساءلت في ضوء وصف إسرائيل اجتماع المجلس بأنه لن يسهم في عملية السلام ورفضها تدخل مجلس الأمن في العملية السياسية بالشرق الأوسط .. قائلة هل بقي الآن لدى العرب والفلسطينيين المتخاصمين ما يتنازلون عنه. وفي السياق ذاته أكدت الصحف على ضرورة إنهاء حالة الإنقسام التي تفرق صفوفهم وتضرب وحدتهم في الصميم مطالبة من منطلق الحرص على القضية الفلسطينية بضرورة العمل من جانب جميع قادة الفصائل الفلسطينية على إنهاء هذا الوضع الشاذ الذي يظهر الفلسطينيين وكأنهم يعيشون في دولتين متصارعتين واحدة في قطاع غزة والأخرى في الضفة الغربية مما يعطي إسرائيل ذريعة قوية أمام العالم بأنها لا تجد الشريك الذي تتفاوض معه لتحقيق السلام. وقالت أن من يتابع مسيرة الجهود السلمية خاصة على المسار الفلسطيني يدرك دون عناء كبير أن إسرائيل لا تظهر أي رغبة جادة في رد الحقوق لأصحابها والجلاء عن الأراضي المحتلة والسماح بعودة اللاجئين إلى ديارهم والقبول بالمبادرات التي طرحها العرب وخاصة مبادرة السلام العربية الأخيرة التي تحظى بقبول دولي واسع النطاق. وإعتبرت أن أكبر دليل على مراوغة إسرائيل للإفلات من متطلبات السلام العادل والدائم رفض قادة الحكومة الإسرائيلية الحالية القبول بحل الدولتين الذي يقضي بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. وخلصت إلى القول بأنه إذا كانت هذه هي رغبة إسرائيل وسياستها المعتادة على مدى سنوات طويلة فهل من الحكمة والحنكة إعطاؤها مزيدا من الذرائع لمواصلة تلك السياسة المكشوفة في المراوغة والتسويف مؤكدة أن التطورات المحلية والإقليمية والدولية تجعل من اتفاق الفلسطينيين وإستعادة وحدتهم ضرورة الآن أكثر من أي وقت مضى. // انتهى // 1005 ت م