أخفقت الدول الأوروبية الأعضاء في التكتل الأوروبي في صياغة موقف موحد باسم الاتحاد الأوروبي تجاه المشاركة في مؤتمر الأممالمتحدة حول العنصرية الذي بدأ أعماله اليوم في جنيف. وبعد يومين من المداولات والمشاورات المتعددة الاتجاهات بين الدول الأوروبية لم تتمكن الرئاسة الدورية الأوروبية التي تتولاها جمهورية التشيك من جر الدول الأعضاء على تحديد موقف مشترك. وقال مصدر دبلوماسي أوروبي في بروكسل إن كل حكومة أوروبية قررت مرة أخرى اتخاذ ما تعتبره مناسبا لمصالحها. وأعلن متحدث باسم وزارة الخارجية البلجيكية أن بلجيكا تعتبر أن الظروف والشروط الموضوعية باتت مجتمعة وتسمح بمشاركة بلجيكا في فعاليات مؤتمر جنيف وان بروكسل كانت تأمل اتخاذ موقف جماعي أوروبي في هذا الاتجاه. وقال بارت اوفري المتحدث باسم الخارجية البلجيكية إن بلاده عملت حتى اللحظة الأخيرة على جر شريكاتها إلى تجنب مقاطعة مؤتمر جنيف. وشاركت بلجيكا في صياغة النسخة التوفيقية النهائية للبيان الختامي الذي سيصدر عن المؤتمر إلى جانب كل من روسيا والنرويج ومصر. وتعرضت المؤسسات الاتحادية الأوروبية في بروكسل إلى حملة ضغط إسرائيلية قوية وتحرك لأنصار إسرائيل للحيلولة ودون اتخاذ موقف جماعي أوروبي بالمشاركة في فعاليات مؤتمر الأممالمتحدة. وأعلنت ألمانيا وهولندا وايطاليا وهي الدول الأكثر دعما وبشكل صريح للسياسات الإسرائيلية داخل المؤسسات الاتحادية الأوروبية مقاطعتها الرسمية للمؤتمر. وجنحت دول أخرى مثل فرنسا وبريطانيا نحو مشاركة مشروطة وعلى مستوى منخفض. ويكشف الموقف الأوروبي تجاه مؤتمر جنيف مرة أخرى الارتباط الصريح بين مواقف الدول الأوروبية في المحافل الدولية ودعمها المفتوح للسياسات الإسرائيلية بالرغم من الجهود الفعلية إلي بذلت حتى اللحظة الأخيرة للتوصل إلى تسوية توفيقية والتركيز دوليا على آفة العنصرية بالدرجة الأولى وتداعياتها الوخيمة وخاصة في المجتمعات الغربية المعنية الأولى بهذه الظاهرة.. كما إن مواقف الدول الأوروبية تتناقض بشكل واضح مع مواقف المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية الأوروبية التي تشارك بقوة في فعاليات المؤتمر وتعول عليه لاحتواء ظاهرة المد العنصري. // انتهى // 1029 ت م