وصلت الاتصالات والمشاورات بين ممثلي مختلف الأحزاب الرئيسة في بلجيكا إلى طريق مسدود بعد شهرين من المفاوضات الهادفة لتشكيل ائتلاف حكومي جديد. وأفادت وسائل الإعلام المحلية في بروكسل إن رؤساء سبعة أحزاب سياسية يمثلون المقاطعتين الفرانكفونية والفلمنكية أخفقوا صباح اليوم الباكر بعد عشر ساعات من المداولات المستمرة في تسجيل أي تقدم يذكر بشأن أهم موضوعين مطروحين على مائدة البحث ، وهما فصل ضواحي العاصمة البلجيكية عن مدينة بروكسل أولا ومراجعة تمويل السياسيات الحكومية ثانيا. وتنتمي ضواحي بروكسل تاريخيا إلى منطقة الفلاندر لكن يقطنها حاليا غالبية من الفرانكفونيين. وقاد زعيم الحزب الاشتراكي الفرانكفوني اليو ديربو مهمة بلورة اتفاق بين الأحزاب البلجيكية المختلفة طيلة الأسابيع الماضية لكنه اقر حسب الإذاعة البلجيكية بوصول مهمته إلى طريق مسدود وانه ينتظر حاليا الموقف النهائي للقوى القومية الفلمنكية التي تطالب بفصل فوري لضواحي بروكسل إداريا وبمراجعة القوانين التي تضبط الموازنة العامة. وقدم الوسيط السياسي البلجيكي حسب العديد من المصادر جملة من المقترحات المحددة لحلحلة الأزمة لكن القوى القومية الفلمنكية المطالبة بتمكين مقاطعة الفلاندر الشمالية والثرية بمزيد من الصلاحيات على حساب الدولة الاتحادية لاتزال متمسكة بمواقفها المتشددة. ويتضح إن القوميين الفلمنكيين بزعامة زعيم الجبهة الوطنية الجديدة /إن في أي/ بارت ديوفر تمكنوا من تكوين تحالف موحد في مواجهة الفرانكفونيين الراغبين في الحصول على تعويضات مالية كبيرة من الفلمنكيين مقابل التخلي عن عدد من بلديات ضواحي العاصمة. ويقول الفلمنكيون إن أية تعويضات مالية جوهرية للفرانكفونيين يجب أيضا إرفاقها بالتزام صريح والقيام في وقت لاحق بمراجعة شاملة لضوابط الموازنة العامة. وقال متحدث باسم الزعيم الفرانكفوني اليو ديروبو صباح اليوم إن مواقف الطرفين تبدو متناقضة وغير قابلة للتوافق. ويتوقع العديد من المحللين أن يعلن الوسيط السياسي البلجيكي اليو ديروبو عن فشل مهمته في حالة عدم حصوله على رد سريع وواضح من القوى الفلمنكية. وإذا ما اخفق ديروبو في مهمته فان بلجيكا تتجه نحو الدخول مجددا في دوامة أزمة خطيرة خاصة على ضوء تفاقم الأوضاع الاقتصادية في منقطة اليورو بشكل عام وعلى ضوء تولي بلجيكا الرئاسة الدورية الاوروبية حتى نهاية العام الجاري.