عكست الانقسامات المسجلة على مواقف دول التكتل الأوروبي السبع والعشرين في التعاطي مؤتمر جنيف حول العنصرية الطابع الهش للتنسيق الدبلوماسي الأوروبي وغياب أي نهج موحد للدبلوماسية الأوروبية ورغم ما تردده الأطراف الأوروبية في بروكسل. واضطرت الرئاسة الدورية الأوروبية التي تتولاها جمهورية التشيك إلى إصدار بيان رسمي باسم الاتحاد الأوروبي يشير صراحة إلى هذه الانقسامات حيث أوضحت اليوم أن اثنين وعشرين دولة من بين الدول السبع والعشرين قررت البقاء في مقاعدها داخل المؤتمر في ما انضمت براغ للدول المقاطعة للقاء إلى جانب ألمانيا وهولندا وايطاليا وبولندا وهي الأكثر التصاقا بالسياسات الإسرائيلية . وفاجأ الموقف الأوروبي مختلف المراقبين وشركاء التكتل الذين سعوا إلى التوصل إلى صيغة توفيقية للبيان الختامي لمؤتمر جنيف حول العنصرية الذي سيصدر يوم الجمعة المقبل. وقال بيان الرئاسة الدورية الأوروبية اليوم بان غالبية الدول الأوروبية تقبل بالصيغة التي تم التوصل إليها مما يعكس انقسامات جوهرية إضافية بين موقف الدول الأوروبية ويطرح تساؤلات جدية حول طبيعة المناورات السياسية الأوروبية المرافقة للمؤتمر. وقدمت الدول الإسلامية والعربية تضحيات كبيرة وهامة لإنجاح المؤتمر وتخلت في خطوات توفيقية أكيدة عن العديد من الشروط لتمكين المجموعة الدولية من التركيز بالدرجة الأولى على آفة العنصرية واستئصالها بشكل جماعي..ولكن ورغم ما ترده الدول الغربية حاليا من موقف يتعلق بدعمها غير المشروط للسياسات الإسرائيلية وعدم ترددها في توجيه ضربة موجعة لفعاليات مؤتمر الأممالمتحدة فان حسابات داخلية واضحة تحكمت في مواقف هذه الدول..كما أن المواقف الأوروبية عكست غيابا تاما لما يسمى بالدبلوماسية الأوروبية ورغم ما يردده المسئولون الأوروبيون في بروكسل. //يتبع// 1343 ت م