حذرت الصحف المصرية الصادرة اليوم من تكالب القوى الاستعمارية الغربية الآن على السودان في حملة جديدة تحاول استعادته إلي حظيرة الاحتلال الأجنبي التي تخلص منها في منتصف القرن الماضي حينما فاز باستقلال مضطرب دفع ثمنا له فك وحدة وادي النيل التي كانت شعارا لنضال الشعبين المصري والسوداني ضد الاحتلال البريطاني. وقالت إن القوى الاستعمارية حرصت منذ ذلك الوقت على استنزاف السودان المستقل كما فعلت مع مصر حتى لا تقوم به دولة كبرى توحد صفوف أبنائها وترفع مستوى شعبها وتناهض الاستعمار أينما كان مشيرة إلى أن تلك القوى المعادية تمكنت بدهائها من استغلال تناقضات الداخل وتفجير الحرب الأهلية في جنوب السودان ولم تسلم بحلها سلميا إلا بعد أن نشرت بقع التمرد في منطقة دارفور وغيرها. وأكدت أن قرار المحكمة الجنائية الدولية الخاضعة كليا للولايات المتحدةالأمريكية وحلفائها باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير ليس إلا حلقة جديدة في مسلسل الحرب الاستعمارية علي السودان مشيرة إلى أنه يهيئ المناخ لإثارة مزيد من القلاقل والاضطرابات الداخلية بحيث تستدعي التدخل الأجنبي العسكري وتجهز المسرح لوليمة استعمارية جديدة في العالم العربي تحرص معظم الدول الأوروبية علي زيادة المشاركة فيها حتى لا تحرمها الولاياتالمتحدةالأمريكية من نصيبها في الغنائم كما فعلت في وليمة العراق بينما البعض في العالم العربي للأسف ينتظر الفتات. وفي الشأن المحلي نبهت الصحف المصرية إلى ضرورة القراءة العلمية الصحيحة للأزمة المالية العالمية التي تضرب العالم حاليا والتي تشير إلي أن قطاع الصناعة هو أهم قطاع يجب دعمه ومساندته والتدخل بكل السبل لإنقاذه لأنه القطاع الذي يشتغل فيه الناس ويوفر فرص العمل لأكبر عدد منهم ولهذا تسعى حكومات العالم كله الآن إلي تعويم قطاع الصناعة وإقالته من عثرته ومصر ليست استثناء عن ذلك لأن قطاع الصناعة فيها يعمل به ملايين العمال ويفتح بيوت عشرات الملايين. ونوهت إلى مسارعة الحكومة المصرية بوضع إستراتيجية تتضمن حزمة إجراءات لمساعدة المصانع والمشروعات القائمة وأيضا لإقامة مشروعات جديدة تستوعب المزيد من الأيدي العاملة بهدف مساعدة المستثمرين على مواجهة التداعيات السلبية للأزمة المالية الحالية . // انتهى // 1059 ت م