أدانت الصحف الأردنية الصادرة اليوم مواقف التطرف التي يمارسها قادة الكيان الإسرائيلي. وجاء في مقالات نشرتها هذه الصحف ان أجواء التشاؤم سيطرت على المنطقة كلها ، بعد فوز اليمين المتطرف الصهيوني في الانتخابات الإسرائيلية ، وتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة المقبلة ، وذلك بسبب مواقف الأخير ، والتي تضمنها كتابه «مكان تحت الشمس» وتصريحاته خلال الحملة الانتخابية ، والتي تجاهل فيها تماما العملية السلمية ، مصرا على ان الضفة الغربيةوغزة جزء لا يتجزأ من وطن إسرائيل القومي ، إضافة إلى رفضه لوقف إطلاق النار وتشديده على ضرورة استمرار العدوان الغاشم على قطاع غزة لاستئصال المقاومة الفلسطينية ، وعدم رفع الحصار ، وفتح المعابر. وقالت : ان الأحزاب اليمينية المتطرفة التي أوصت الرئيس الإسرائيلي ، بتكليف نتنياهو تشكيل الحكومة ، تضم حزب «اسرائيل بيتنا» «15» مقعدا ، وقد دعا زعيمه ليبرمان إلى طرد أهالي الجليل والمثلث والنقب من وطنهم ، وضرب السد العالي وغزة بالقنابل الذرية ، إضافة إلى حزب شاس ، واحزاب أخرى ، وجميعها تتفق مع الليكود في الإستراتيجية العامة القائمة على عدم الاعتراف بالشريك الفلسطيني ، وتتبنى لاءات شارون الثلاث «لا لتقسيم القدس الموحدة ، لا للانسحاب لحدود الرابع من حزيران 1967 ، ولا لعودة اللاجئين». وأكدت الصحف الأردنية ان اطروحات اليمين الإسرائيلي الصهيوني ، تستدعي من الأشقاء الفلسطينيين ، وضع حد لخلافاتهم ، وتوحيد الصف الفلسطيني ، كرد أولي على هذه الأطروحات العنصرية ، والتي جسدها نتنياهو بتصريحه خلال الحملة الانتخابية اذ رفض مبدأ «الأرض مقابل السلام» ، ودعا إلى «سلام اقتصادي» يقوم على تقديم المساعدات للفلسطينيين ، وإقامة المشاريع في الأرض المحتلة ، للنهوض بواقعهم المعيشي ، رافضا إقامة دولة فلسطينية في الأرض المحتلة ، وعادا فلسطين كلها من الماء إلى الماء هي ارض إسرائيل ، وعلى الفلسطينيين ان يقبلوا بهذه الحقيقة. ومن هنا كان رد السلطة الفلسطينية ، الذي أكد ان المفاوضات لن تستأنف الا اذا توقف الاستيطان ، ومصادرة الأراضي وإزالة الحواجز الثابتة والمتحركة ، والتي حولت الأرض المحتلة إلى كانتونات على غرار التجربة العنصرية في جنوب افريقيا سابقا ، وعودة جيش الاحتلال إلى الأماكن التي كان منتشرا فيها قبل بدء انتفاضة الأقصى. وقالت :ان قراءة المشهد المرتسم على الأرض الفلسطينية ، وفي العالم العربي ، تؤكد ان الأوضاع جد خطيرة ، وهذا يفرض على واشنطن ودول الاتحاد الاوروبي و«الرباعية» ضرورة العمل لاستئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين على ان تكون مفاوضات جادة ، تقطع الطريق على المناورات الإسرائيلية ، وتنتهي بحل على أساس الدولتين ، مستندا إلى قرارات الشرعية الدولية ، والمبادرة العربية ، كحل وحيد للصراع بين الطرفين. وأوضحت الصحف الأردنية : ان التصدي لاطروحات وخطط اليمين المتطرف الصهيوني ، بقيادة نتنياهو ، يستدعي ، توحيد الصف الفلسطيني والعربي ، والخروج من تحت ركام الخلافات ، بموقف عربي جماعي ، قادر على لجم ابتزاز هذا الارهابي ، واستنهاض المجتمع الدولي وخاصة واشنطن لإجباره على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية ، وهذا في تقديرنا سيكون بمثابة امتحان عسير لمصداقية الرئيس اوباما وإدارته وقدرته على الخروج من سياسة الكيل بمكيالين ، التي برع فيها سلفه ، ووضع حد للاحتلال الإسرائيلي وإجباره على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على التراب الوطني الفلسطيني ، كما صرح بالأمس القريب ، وفي تقديرنا فان نجاح «اوباما» في حل القضية الفلسطينية هو معيار لنجاحه في كافة القضايا الأخرى . // انتهى // 1019 ت م