أكدت الصحف الأردنية الصادرة اليوم أن إسرائيل لا تريد التهدئة الآن ولا تحتاجها، لكنها حتما كانت تريدها قبل انتخابات الكنيست وهي فرصة إضاعتها الفصائل الفلسطينية فكان ثمنها كل هذا القتل والتدمير الذي حدث في قطاع غزة، وجاء في مقالات نشرتها هذه الصحف أن من المؤكد أن القادم سيكون أكثر إيلاما من الحرب نفسها، فالحصار والاغتيالات والغارات المدمرة على مؤسسات الحكم في غزة حرب غير مكلفة ويمكن للجيش الإسرائيلي مواصلتها حتى لو استمرت المقاومة بإطلاق الصواريخ على المستوطنات الاسرائيليية الجنوبية، وبنفس الوقت ستفي حرب الاستنزاف هذه بغرض تحقيق هدف التوافق الداخلي بين الأحزاب الإسرائيلية التي قد تختلف على كل شيء ما عدا تفويت الفرصة على إدارة اوباما لممارسة أي شكل من الضغوط لإعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات وتحقيق حل الدولتين المرفوض في إسرائيل جملة وتفصيلا.. وقالت // الآن أي حديث عن التهدئة لا يعني شيئا بالنسبة لإسرائيل ما لم يدخل في صلب مكتسبات ما بعد الحرب ومنها قضية الجندي شاليط التي تعتبر السبب الثاني لشن العدوان على غزة بعد قضية الصواريخ، هذا على الأقل ما أعلنته حكومة المرت // . ومضت الصحف الأردنية تقول : إذا كانت المقاومة لا تزال تملك القدرة على صناعة الصواريخ وإطلاقها، فان حزب كاديما المنتصر في الانتخابات بفارق صوت واحد على منافسه اللدود يخسر النصف السياسي من الحرب إذا لم يحقق هدفا واحدا من الحرب وهذه المرة إعادة الجندي شاليط إلى أهله، ولا يبدو أن مفاجأة فتح ملف شاليط ببعيدة عن صراع ( الخصوم ) في إسرائيل لتحقيق التحالف المرجو من اجل تشكيل حكومة ائتلاف قوية تقول ليفني انه ضروري لتحييد المتشددين الرافضين لمبدأ التفاوض مع الفلسطينيين وقد لا تكون ليفني صادقة أبدا، فمن غير المستبعد أن يكون الإفراج عن شاليط شرطا من جملة شروط وضعها المتشددون كي يدخلوا حكومة الائتلاف مع حزب كاديما لمواجهة تحالفات نتنياهو وسياسات الليكود غير الموثوقة إسرائيليا، وإذا صدقت بعض التوقعات فأن ليبرمان هو صاحب هذا الشرط التعجيزي لمنع التهدئة في الجنوب وحث الحكومة القادمة وربما إجبارها على مواصلة حربها على حماس وصولا إلى هدف حزب (إسرائيل بيتنا) المتمثل في القضاء التام على حركة حماس...،ويراهن ليبرمان على رفض حماس الإفراج عن شاليط كأحد شروط التهدئة وفتح المعابر ورفع الحصار عن القطاع، وأمر آخر ربما يكون قد أغفله الوسيط المصري وهو أن وقف إطلاق الصواريخ ليس بالسبب الكافي بالنسبة لإسرائيل كي ترفع الحصار، فهذه النتيجة تعني بكل بساطة أن حماس حققت انتصارا مهما سيشجعها على التقدم بورقة شاليط من اجل إبرام صفقة تبادل للأسرى على غرار ما فعلته المقاومة اللبنانية بعد حرب تموز عام 2006، وتسعى إسرائيل إلى عدم السماح لحماس بنسخ تجارب حزب الله وتحقيق النتائج التي حققها ولذلك رفضت وسترفض إبرام مثل هذه الصفقة مع حماس حتى لو كان الثمن حياة شاليط. //انتهى// 1109 ت م