افتتح وزير التعليم العالي اليمني الدكتور صالح باصره ومعالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبد المحسن التركي رئيس رابطة الجامعات الإسلامية اليوم الاثنين المؤتمر العام الثامن لرابطة الجامعات الإسلامية الذي تنظمه الرابطة بعنوان //التجديد في الإسلام // وذلك بمقر كلية الطب في جامعة صنعاء وقد بدأت أعمال المؤتمر بتلاوة آيات من القران الكريم ثم القى الدكتور عبدالله التركي كلمة أكد فيها أن حفظ كتاب الله تعالى من أن تناله أيدي التحريف ، وعْدٌ غيرُ مكذوب وعد به رب العالمين هذه الأمة كما أن تجديد الدين وعدٌ آخر وعَدَها به على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فكان هذا أماناً لها أن تزيغ عن الحق أو تحيد عن الصراط المستقيم ، مهما ادلهمت عليها الخطوب ، وطمع أعداؤها أن يبلغوا أمانيهم منها . وقال معاليه // ان من سنة الله تعالى في خلقه وحكمته في أمره ، أن جعل التزام الدين يضعف في الأمة لأسباب عديدة ، كالابتداع ، وتأويل النصوص ، وضعف التعليم ، والتأثر بالثقافات الأجنبية المختلفة . فكان بحاجة إلى من يجدده في الأمة، على تصرم الأزمان، فيرد له نصاعته ونقاءه . وأوضح معاليه ان مسألة تجديد الدين ترتكز في أساسها على أمرين مهمين أحدهما أن الدين أمر رباني لا يملك أحد من البشر أن يبدل منه شيئاً أو يثبته فيه والثاني ان الله قد أكمل الدين فالدين كامل في ذاته ، وإنما ينقص ويضعف في تطبيق الأمة له وتمسكها به ، إلى من يحييه فيها وينبني على هذا ، أن التجديد الديني لا يعني بحال من الأحوال التغيير لمفاهيمه ومضامينه ، حتى تتوافق مع التغيرات التي تحدث في الفكر الإنساني العام . وأكد أن واقعية الإسلام وانسجامه مع تطورات أساليب الحياة ، لا يقتضي بالضرورة تقبل كل جديد وتطويع أحكام الإسلام وتشريعاته لتستوعبه وتقره ، فقد طرأت على الحياة المعاصرة أشياء ، هادمة للأخلاق والقيم ، ومنحرفة بالفطرة البشرية عن سواء السبيل أما ما جد في الحياة من الوسائل التجريبية والتقنيات المتصلة بعمارة الأرض وتنويع أسباب المعيشة ، فهذا الذي يواكبه الإسلام ويدرج التعامل . وبين أمين عام رابطة العالم الإسلامي أن التجديد مشروع يحتاج إلى توظيف مختلف الاختصصات ، والمواقع القيادية للأمة ، إلا أن المؤتمن عليه ، والذي يقوده ويسير دفته ، هم العلماء الربانيون العاملون الذين يفقهون الدين فقهاً صحيحاً تاماً ، وفي ذات الوقت يعيشون واقع أمتهم وزمانهم ، ويعرفون ما الذي تحتاج إليه ، وكيف يمكن أن يجدد الدين فيها ، والجوانب التي تحتاج إلى تجديد. وأشار الى ان من الجوانب المهمة في التجديد وفق أسس الدين وثوابته ، التعامل والتحاور بين المسلمين وغيرهم فيما هو مشترك ، ومايؤدي إلى إسعاد البشرية والتخفيف من أزماتها ، وهذا ماسعى إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ، ملك المملكة العربية السعودية ، والتي قامت على الإسلام وطبقت شريعته ، وتعاملت مع مختلف الشعوب والحكومات وفقه وبشكل منفتح يؤكد وسطية الاسلام وعدله ورحمته للإنسان . وكان رئيس جامعة صنعاء الدكتور خالد طميم قد ألقى كلمة أشاد فيها بدور رابطة الجامعات الإسلامية في جمع الجامعات في الدول الإسلامية في رابطة واحدة، مشيراً إلى أن التجديد لا بد أن يكون وفق منهج صحيح مدروس. كما ألقى رئيس جامعة الإيمان الدكتور عبدالمجيد الزنداني أوضح فيها أن التجديد مطلوب، وقد ذكر الرسول صلى الله عليه على هذا بأن الله يبعث على كل مائة عام من يجدد الدين. وألقي وزير التعليم العالي اليمني الدكتور صالح باصره كلمة أشاد فيها بالتعاون بين المملكة واليمن في مجال التعليم، موضحاً أن هذا المؤتمر يأتي وفق المنهج الصحيح في التجديد الذي أكده الدين واتبع العلماء ذلك عبر العصور. عقب ذلك بدات جلسات المؤتمر التي ناقشت محاور مفهوم التجيد وضوابطه في الاسلام ومجالات التجديد في الفقه واصوله حيث قدمت عدد من اوراق العمل شاملة لنظرية التجيد في الفكر الاسلامي ومفهوم التجيد وشروطه وضوابطه والتجديد في الاسلام وضوابط التجديد في الفكر الاسلامي والتجديد دلالة وقضية والتجديد في مجال العلوم الاجتماعية و الانسانية والتجديد في الفقه واصوله ومدى اماكنية التجديد في فقه العبادات ونظرات في التجديد الفقهي في الوقت المعاصر وتجديد منهج الدعوة الاسلامية وفقا للمتغيرات الحديثة والصفة الشرعية للتجديد الديني . // انتهى // 1513 ت م