استعرضت وكالة التعمير والمشاريع بأمانة محافظة جدة اليوم المرحلة الأولى من المخطط العام لمجري السيل الجنوبي الذي يعده قسم عمارة البيئة بجامعة الملك عبدالعزيز بالتعاون مع إدارة المناطق المفتوحة بأمانة جدة وتم رصد كافة المعلومات حول هذا المجرى وأهم المشاكل التي تواجهه والمقترحات التطويرية له . واشتملت المرحلة الأولى من الدراسة على جمع وتحليل المعلومات والمشاكل التي يعاني منها مجري السيل الجنوبي وأهمها التلوث لوجود أكثر من 20 أنبوب فرعي تقوم بتصريف مياه الصرف الصحي على المجرى ، فضلا عن رمي المخلفات والقمامة على ضفته وهو ما أدي لنمو بعض النباتات التي تمنع المياه من السريان كما أشارت إلى كثرة المصبات الموجودة به سواء الخاصة بتصريف مياه الأمطار أو السيول أو مصبات تصريف شبكات المياه السطحية أو الصرف الصحي . وقد ركزت الدراسة على إمكانية تحويل المنطقة لنقطة جذب سياحي وترفيهي لأهالي جدة والزائرين لما تتميز به من الأشجار الطبيعية والطيور النادرة التي لا تتوافر بأية مناطق أخرى بالمملكة بالإضافة إلى وجود واجهات جبلية طبيعية وأماكن مفتوحة وعدد من المستودعات المطلة على المجري يمكن استغلالها في تصميم التنفيذ الجيد للمجرى فضلا عن وجود مسجد بن لادن وإستاد الأمير عبد الله الفيصل كنقطتي جذب بتلك المنطقة . كما عرضت الدراسة نماذج لمجاري مشابهة في عدد من الدول و إمكانية تحويل المنطقة إلى محمية طبيعية أو شق قنوات للدخول إلى وسط النسيج الحضري وإدخال المياه والاستفادة منها وعمل ساحات خضراء وممرات للمشاة ومناطق أخري للجلوس والاستمتاع بالطبيعة . وأوضح وكيل الأمين للتعمير والمشاريع المهندس إبراهيم كتبخانة أن ميزة هذه الدراسة أنها تتم مع جامعة الملك عبدالعزيز بهدف الوصول إلى بديل عملي يمكن تنفيذه على أرض الواقع للارتقاء بالمنطقة الجنوبية والتخلص من مشاكل مجري السيل الجنوبي وإذا ما تم تنفيذ هذا المشروع سيعد قفزة هائلة خاصة أن المنطقة تفتقر للمسطحات الخضراء والأماكن الترفيهية ويرتبط هذا المشروع مع مشروع أمانة جدة بإعادة تأهيل المناطق العشوائية والارتقاء بها . وأشار إلى أن هناك العديد من العوائق التي تحول دون تنفيذ هذا المشروع حاليا فالمجري يعتبر قناة التصريف الرئيسية للعديد من المصبات ومنها شبكة تخفيض منسوب المياه السطحية وكذلك المشاريع العاجلة بوادي العسلاء وربط أنبوب تصريف منها بالمجري في مرحلته الأولي إلا أن هناك دراسة لتوصيل أنبوب المياه المعالجة بوادي العسلاء إلى البحر مباشرة ومن الممكن أن يتم تجميع أنابيب تصريف المياه السطحية به ليمر إلى البحر مباشرة وتبقي فقط خطوط تصريف مياه الأمطار والسيول التي ستغذي المجري بالمياه اللازمة . وأضاف المهندس كتبخانة أن المياه التي تصب في القناة ناتجة عن عدم وجود صرف صحي بجدة وهو ما أدي إلى رفع منسوب المياه الجوفية لكن بعد انتهاء شبكة الصرف الصحي وتشغيل محطات المعالجة ستنتهي المشكلة تدريجيا ولن يكون هناك تسربات لان المياه كلها ستضخ في الشبكة . من جانبه اشار مدير إدارة المناطق المفتوحة بأمانة محافظة جدة الدكتور أشرف تركي الى أن المشروع يعد واحداً من المشاريع التي تقطع مدينة جدة من شرقها لغربها بهدف إيجاد مناطق خضراء ومساحات لممارسة الأنشطة المختلفة التي تتوافق مع الدارسات الميدانية فضلا عن تحويل المنطقة إلى شريط ترفيهي جميل خاصة أنها منطقة طبيعية لا مثيل لها مشيرا إلى أن التلوث من أهم العوائق التي تواجههم ولابد من حل لمشاكل المياه والمصبات التي ترمي مياهها في المجري . // انتهى // 1426 ت م