استأنف البرلمان الوطني الباكستاني اليوم الأربعاء دورة لجلسات مغلقة مشتركة لمجلسيه الأعلى والأدنى لمناقشة استراتيجية الحرب على الإرهاب والتطرف بحضور عدد من المسئولين المدنيين والعسكريين والفعاليات السياسية، وسط إجراءات أمنية مشددة لم تشهد العاصمة الباكستانية لها مثيلاً في السابق. وقام مدير عام إدارة العمليات العسكرية بالجيش الباكستاني الفريق أحمد شجاع باشا المرشح لرئاسة جهاز الاستخبارات العسكري بإطلاع أعضاء البرلمان بمجلسيه الأعلى مجلس الشيوخ والأدنى الجمعية الوطنية تفاصيل العمليات العسكرية الجارية ضد المسلحين في المناطق القبائلية الباكستانية المحاذية للحدود الأفغانية والعلاقة بين الوضع المتوتر في المناطق القبلية وموجة من التفجيرات الانتحارية ضربت المدن والأماكن الحساسة في البلاد. وأوضح الفريق باشا في إيجازه أمام البرلمان الوطني أن باكستان اضطرت إلى وضع سياساتها على اعتبار المصلحة الوطنية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، مؤكداً أن الدفاع عن سيادة وسلامة البلاد كان في المقام الأول أثناء خوض الحرب على الإرهاب. وكشف عن وجود عناصر أجنبية بين صفوف المسلحين الذين يقاتلون قوات الأمن الباكستانية في منطقة القبائل المتاخمة للحدود الأفغانية، مشيراً إلى أن المليشيات المسلحة نظمت صفوفها مرة أخرى بعد الإفراج الزعيم الطالباني صوفي محمد الذي أفرجت عنه الحكومة الحالية في إطار مبادرتها لفتح الحوار مع القبائل المسلحة، مؤكداً على ضرورة تطهير منطقة القبائل من العناصر المسلحة. وأوضح الفريق باشا في إيجازه أن القوات الباكستانية فقدت منذ مشاركتها في الحرب الإرهاب 1368 جندياً بينما تعرض ما لا يقل عن 3348 جندياً باكستان لإصابات. وتعد هذه الجلسة المغلقة للبرلمان الوطني الباكستاني الثالثة في تاريخ البلاد، حيث تم توجيه الدعوة إلى نحو 17 شخصية غير برلمانية لحضور الجلسة مثل رئيس الوزراء الأسبق وزعيم حزب الرابطة الإسلامية نواز شريف، إلى جانب مشاركة نواب الجمعية الوطنية وأعضاء مجلس الشيوخ. وقد تم تأجيل جلسة اليوم لاستئنافها مرة أخرى غداً الخميس، حيث أوضحت مصادر برلمانية أن جلسات هذه الدورة سوف تستمر لمدة عشرة أيام. وجرت جلسة اليوم التي انعقدت بمقر البرلمان الوطني في إسلام آباد وسط إجراءات أمنية مشددة فرضتها شرطة العاصمة ووكالات الأمن منذ الصباح حيث تم إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى مقر البرلمان، كما تم الاستعانة بقوات إضافية من الجيش والقوات شبه العسكرية لحراسة البرلمان من جوانبه الأربعة، إلى جانب قيام مروحيات أمنية بالتحليق فوق البرلمان خلال الانعقاد الجلسة. انتهى 2322 ت م