تشهد المؤسسات الأوروبية والأطلسية في بروكسل اليوم اتصالات متشعبة ومتعددة الاتجاهات تهدف إلى معاينة تطورات الأوضاع في جورجيا والسعي لاحتوائها بالسبل الدبلوماسية . وفيما تتصاعد الضغوط عل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي حاليا للرد على المستجدات المسجلة في جورجيا والضغط على روسيا تحديدا لوقف عملياتها العسكرية فإن ردة الفعل الأوروبية والأطلسية تضل متسمة بانقسامات جوهرية في صفوف الدول الأوروبية . ووصلت إلى بروكسل اليوم وزيرة خارجية جورجيا / الكا تشيلاشفيلي / التي من المقرر ان تعقد اجتماعا مع الأمين العام للناتو ياب ديهوب شيفر ومع مجلس الحلف الأطلسي لمطالبة الناتو بموقف أكثر حزما تجاه الهجوم العسكري الروسي الحالي. لكن وفي المقابل يتعرض الحلف لتهديدات روسية علنية من ان موسكو قد تراجع آليات تعاملها القائمة مع المنظمة العسكرية الغربية ضمن مجلس روسيا /الناتو . وتمكن مندوب روسيا لدى الحلف ديميتري روغوزين من انتزاع موافقة بعقد اجتماع لهذا المجلس للاستماع الى وجهة النظر الروسية والتصدي لمهمة الوزيرة الجورجية. ومن المقرر ان ينعقد هذا المجلس على مستوى السفراء الدائمين. ومن المتوقع ان تلتقي وزيرة خارجية جورجيا بمسئولين آخرين في بروكسل داخل المؤسسات الأوروبية ولكن لا يتوقع الدبلوماسيون بلورة موقف أوروبي متقدم قبل انتهاء مهمة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في العاصمة الروسية نهار اليوم والذي يحمل خطة تحرك باسم التكتل الأوروبي من ثلاث نقاط تنص على وقف إطلاق النار والعودة إلى وضعية ما قبل المواجهات الحالية واحترام السيادة الترابية لجورجيا. ولكن مهمة الرئيس الفرنسي تقابلها مهمة أوروبية أخرى تقوم بها بولندا في نفس اليوم وتتمثل في قيادة الرئيس البولندي لوفد يضم رؤساء دول البلطيق الثلاث وأوكرانيا إلى العاصمة الجورجية وتهدف الى تقديم دعم غير مشروط للسلطات الجورجية. ومن المقرر ان يقوم وزراء خارجية التكتل الأوروبي بتحليل نتائج هذه الاتصالات نهار غد الأربعاء في بروكسل لكن ايطاليا أعلنت على لسان وزيرها للشؤون الخارجية فرانكو فراتيني إنها ستحبط أي سعي من الدول الشرقية لإقامة جبهة أوروبية مناهضة للروس حاليا. ومع اتساع رقعة القتال صباح اليوم الى مناطق إضافية وخاصة ابخازيا فان الأوضاع في جورجيا تتجه الى مزيد من التصعيد ويوجد اعتقاد ان روسيا تسعى للإطاحة بالطبقة السياسية الحاكمة في تبليسي قبل فض النزاع بالطرق السلمية. وشهدت بروكسل مظاهرة الليلة الماضية أمام مقر السفارة الروسية احتج المشاركون فيها على استمرار المواجهات وطالبوا بوقف كافة الأعمال العسكرية. // انتهى // 1040 ت م