أكدت الصحف المصرية الصادرة اليوم أهمية أي تحرك سياسي ودبلوماسي يهدف لإنهاء الأزمة الناجمة عن طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية اعتقال الرئيس السوداني عمر البشير .. لافتة إلى ضرورة التنسيق بين الأطراف المعنية حتى لا ينطبق على مثل هذه التحركات المثل القائل ( كثرة الطهاة تفسد الطبخة ). وشددت على الحاجة إلى تشجيع الجهود التي تبذلها الجامعة العربية وأمينها العام عمرو موسى وكذلك الإتحاد الإفريقي علاوة على الجهد الأساسي للسودان والذي بدونه لن تكون هناك نهاية طيبة للأزمة برمتها .. مطالبة جميع السودانيين بالتركيز على الخطوات العملية التي طرحتها الجامعة العربية في خطتها للتحرك بشقيها القانوني والسياسي والبدء فورا في تنفيذها مع تقليل بيانات ومظاهرات الشجب والإدانة وكيل الاتهامات للمدعي العام لأنها لن تفيد شيئا سوى إحداث حالة من الاحتقان والتشنج ليست مطلوبة على الإطلاق. وقالت الصحف إن محاولات التجييش والحشد وطلب مؤازرة الدول للموقف السوداني على أهميتها لن تجدي نفعا ما لم يدعمها إنجاز على أرض دارفور يتمثل في تحسين الظروف الإنسانية وإعادة المشردين وكذلك إثبات أن القضاء السوداني قادر وراغب في معاقبة كل من انتهك حقوق أهل دارفور. ورأت أنه ليس من المصلحة السودانية استمرار الحديث عن أن كل شيء على ما يرام في دارفور وأن هذه الضجة سياسية وابتزاز لا يخيف السودانيين .. مؤكدة أن الجامعة العربية ومن ورائها كل الدول العربية وكذلك الإتحاد الإفريقي وضعوا إمكاناتهم لتسوية الأزمة بالطرق الدبلوماسية. وفي سياق آخر نوهت الصحف بزيارة المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية باراك أوباما أمس الأول لإسرائيل .. موضحة أن أوباما لم يكتف بارتداء الطاقية اليهودية خلال زيارته لحائط المبكى في القدس كي يحصل على تأييد الإسرائيليين المؤثرين في اتجاه الأصوات اليهودية بالولاياتالمتحدةالأمريكية بل تعهد باستمرار الدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل وأعلن تأييده لرفض إسرائيل التفاوض مع حكومة حماس المسيطرة على قطاع غزة وللغارة الإسرائيلية على سوريا منذ شهور حتى بدا وكأنه يقدم للناخبين الأمريكيين من اليهود صك ضمان باستمرار الانحياز الأمريكي لإسرائيل على حالته الراهنة. وأضافت أن السباق المحموم بين مرشحي الرئاسة الأمريكية الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين على كسب ود إسرائيل أصبح لافتا للنظر أكثر من أي وقت مضى .. معربة عن أسفها لأن هذا السباق على أصوات اليهود يأتي دائما على حساب المصالح العربية مع الولاياتالمتحدة ولا يأخذ في الاعتبار مشاعر ملايين البشر من الشعوب العربية وأكثر من مليار مسلم حول العالم. وأشارت إلى أن هذه اللغة التي يستخدمها كلا المرشحين لكسب ود إسرائيل والتي بلغت حدودا غير مسبوقة تعكس استهانة بالصوت العربي والإسلامي في الانتخابات الأمريكية وكأنها لا وجود لها وهو ما يدعو للأسف بعد كل هذه السنوات التي دعا فيها كثيرون إلى ضرورة حشد الجهود وتوحيد المواقف لتشكيل ما يمكن أن يسمى باللوبي العربي في أمريكا بهدف وجود جماعة ضغط ذات تأثير وثقل انتخابي. وأكدت على ضرورة الأخذ في الاعتبار أن هذا السباق البغيض على خطب ود إسرائيل يمكن أن يلحق الضرر بالمصالح الأمريكية في المنطقة على المدى البعيد من خلال زيادة مشاعر العداء والنفور بين أبناء الشعوب العربية والإسلامية تجاه السياسة الخارجية الأمريكية. وخلصت إلى القول بأن السياسة الأمريكية المعادية للقضايا والمصالح العربية العادلة لن تتغير ما لم يتغير العرب أنفسهم ويدركوا حقائق العصر وفي مقدمتها امتلاك القدرة على التأثير الذي يفتقدونه حاليا سواء في الساحة الدولية أو الأمريكية رغم امتلاكهم من وسائل هذه القدرة الكثير مما هو معطل بغير قصد أو بفعل فاعل. // انتهى // 1026 ت م