أعربت الصحف المصرية الصادرة اليوم عن قناعتها بأن المبعوث الأمريكي للسلام بالشرق الاوسط جورج ميتشيل لن يحقق لا هو ولا أي مبعوث آخر خطوة على طريق السلام مادامت الولاياتالمتحدةالأمريكية ممتنعة عن الضغط على إسرائيل وهي تملك من الوسائل ما يحقق لها ذلك. وقالت الصحف أن ميتشيل عاد إلى المنطقة باحثا عن السلام الذي تحول إلى سراب في ظل حكومة عنصرية متطرفة في إسرائيل وإدارة أمريكية مازالت تتحسس خطاها في كيفية التعامل مع الحليف الإستراتيجي المستغل لأفضلية الحليف وإكرامه في تثبيت احتلاله للأراضي العربية المحتلة والتوسع في مطامعه ولو على جثة السلام. وخلصت إلى التأكيد على أنه يكفي أمريكا أن تضبط فقط صمام المعونات العسكرية والإقتصادية والسياسية المنهمر على إسرائيل حتى وهي توجه الإهانة إلى ضيفها نائب الرئيس الأمريكي وتصدر قرارات الإستيطان في وجوده متسائلة عما إذا كانت هذه المواقف بالغة التعصب هي السبيل إلى طريق السلام أم إلى طريق آخر ينبغي على الدول العربية موحدة اللجوء إليه وإلا خسرت كل شيء في وجود الوسيط الأمريكي /الطيب/ . وعلى صعيد آخر نوهت الصحف بمؤتمر الدول المانحة لإعادة إعمار دارفور الذي عقد يوم أمس بالجامعة العربية بالقاهرة لافتة إلى أن المؤتمر أكد إلتقاء جهود المانحين الدوليين والدول العربية والإسلامية ومنظمات المجتمع المدني على ضرورة دعم ماراثون السلام في دارفور بجهد إضافي من خلال حشد الأموال اللازمة للتنمية في الإقليم. وقالت في هذا السياق أن التنمية هي كلمة السر المفقودة في الكثير من البلدان ومن بينها السودان مشيرة إلى أن معظم التوترات الطائفية والقبلية كان مرجعها دوما إهمال التنمية في بعض المناطق الأمر الذي يفجر مشاعر الغضب والحنق ضد الحكومة المركزية للدولة. ورأت أنه في حالة دارفور تجمعت عوامل عدة من إهمال التنمية والتناحر الدموي على الموارد الضئيلة والصراع الإقليمي والدولي على الثروات الجديدة التي تفجرت مثل البترول والغاز واليورانيوم. وأكدت أنه ورغم ما يراه البعض من أن حشد ملياري دولار في صورة منح واستثمارات لتمويل عدد من المشروعات الواعدة في دارفور هو أقل مما يجب فإن هذا الجهد ضروري بل حيوي للغاية من أجل سلام دارفور فيما لو صدقت نيات ليس فقط الدول والجهات المانحة بل أيضا نيات أطراف الصراع في دارفور. وشددت على أن من أهم الخطوات المطلوبة في هذا المضمار تنسيق خالص النيات ما بين المانحين من أجل إنهاء المعاناة لمواطني دارفور لا إشعال الصراع مجددا بشأن أموال ومنح المعونات التي قد يرغب البعض في أن تتسرب إلى جيوب هذه الأطراف الموالية لهم أو تلك بدلا من أن تذهب إلى المشروعات الحقيقية التي ترفع المعاناة. وقالت أنه في هذه اللحظة الحاسمة لابد من الإقرار بأن السلام والتنمية هما بأيدي السودانيين أنفسهم وهم وحدهم الذين بمقدورهم إنهاء القتال ووضع حد للمعاناة وعمليات القتل التي وقعت ولاتزال مابين أبناء الشعب السوداني الشقيق. //انتهى//