أكدت الصحف المصرية الصادرة اليوم أن التعامل بحكمة وهدوء مطلوب الآن من السودانيين أكثر من أي وقت مضي لتجاوز المأزق الخطير الذي ترتب علي توجيه المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية تهمة الإبادة الجماعية للرئيس السوداني عمر البشير ومطالبته بالقبض عليه مشيرة الى أن الصراخ وكيل الاتهامات أو إطلاق الشعارات في مواجهة المشكلة لن ينفع وأن المطلوب هو التريث وتدبر الأمر والتشاور مع خبراء القانون الجنائي الدولي لوضع خطة عمل لتفنيد الحجج التي قامت عليها الاتهامات وذلك بالتعاون والتنسيق مع دول مهمة مثل روسيا والصين ومنظمات إقليمية مثل الاتحاد الافريقي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي وحركة عدم الإنحياز. وقالت لا أحد يستطيع إنكار الدوافع السياسية وراء توجيه تلك الاتهامات وإحالة مجلس الأمن الدولي هذه القضية إلي المحكمة الجنائية الدولية لأن السودان ليس عضوا فيها بيد أن ذلك لا ينفي أن هناك تحقيقات تمت وشهادات لشهود عيان تم جمعها وأدلة علي أرتكاب البعض جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ضد المدنيين في دارفور ولذلك يجب ألا يفلتوا من العدالة سواء كانت ستتم بمحاكمتهم أمام القضاء السوداني الذي يعطيه القانون التأسيسي للمحكمة الأولوية اذا كان قادرا علي القيام بها أو كانت ستتم بتسليمهم للمحكمة الدولية وهو ما يرفضه السودان حتى الآن. وشددت على أن هناك اتهامات وقضية مرفوعة ضد سودانيين لا يمكن تجاهلها أو نفيها ولابد من البحث عن أسلوب قانوني أيضا وليس عاطفيا أو إعلاميا لمواجهتها لأن العواقب أخطر بكثير على مصلحة الشعب السوداني. ولفتت الصحف المصرية الى توصل وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطاريء بالقاهرة إلي خطة للتعامل مع القرار المشبوه للإدعاء في المحكمة الجنائية الدولية باعتقال الرئيس السوداني البشير وأن الأمين العام للجامعة العربية حمل إلي الخرطوم أمس تفاصيل الخطة مؤكدة المساندة العربية للموقف السوداني في مواجهة المؤامرة الجنائية الدولية داعية الحكومة السودانية إلي اتخاذ إجراءات وخطوات تكرس الوحدة الوطنية وتسعي لحل حاسم لمشكلة دارفور وتسد الطريق أمام القوى الدولية التي تستغل مشكلات الداخل السوداني لطعنه في الصميم. ورأت إن الجميع حريص على أمن واستقلال السودان وسيادته الكاملة على أرضه وشرعية رئيسه وحكومته ويأمل في أن تتجاوب جميع الأطراف السودانية مع الخطة العربية وتدرك أنها جميعها في سفينة واحدة تترصدها قوى القرصنة الدولية الساعية إلي تمزيق السودان واستعباد شعبه وإذلال قياداته سواء كانت في الحكم أو المعارضة مهما تصور البعض غير ذلك. وفي الشأن المحلي تطرقت الصحف المصرية اليوم الى إعلان الحكومة انها ستضع استراتيجية للتنمية الزراعية تهدف لزيادة الاستثمارات في هذا المجال إلي 25 مليار جنيه سنويا بدلا من 4 مليارات وانشاء مجلس حكومي للارز بعد تعرضه لهزات اضرت بالمستهلك وزادت الاعباء عالية والعودة الي الزراعة معتبرة أن ذلك علاج لنقص السلع الغذائية في العالم وارتفاع اسعار المحاصيل بعد استخدام جزء منها كوقود حيوي بسبب ارتفاع اسعار البترول. وخلصت الى القول أن الاهمال لقطاع الزارعة خلال السنوات الماضية رغم ماتمتلكه مصر من مقومات الزراعة من تربة ومياه ومزارع لا يعرف الملل مما تسبب في هجرة الفلاح الي المدينة وترك أرضه الخصبة إلي عمل آخر مشيرة الى أن العودة إلي الزراعة ستقدم فرصة كبيرة لخريجي الزراعة وسيوفر المزارع والمعامل وتدريب عمل للطلاب على أحدث الوسائل ومتابعة التكنولوجيا والابحاث الحديثة في هذا المجال. //انتهى// 0939 ت م