أكدت الصحف المصرية الصادرة اليوم أهمية التهدئة التي تم التوصل اليها بين الفلسطينيين والإسرائيليين في قطاع غزة في ظل الوضع اللا إنساني الذي يعيش فيه القطاع منذ سيطرة حركة حماس عليه وما تلا ذلك من حصار إسرائيلي خانق يصل إلى حد العقاب الجماعي للمدنيين الأبرياء هناك. وقالت رغم أن الكثيرين وخاصة داخل اسرائيل يشككون في مدى صمود هذه التهدئة وهو ما حدث بالفعل حيث بدأ الجانبان في انتهاكها بعد خمسة أيام فقط من سريانها .. مؤكدة أن استمرار هذه التهدئة أمر مطلوب للجميع سواء لاسرائيل أو للفلسطينيين. ولفتت الصحف إلى المحاولات الإسرائيلية لمواصلة عمليات الاغتيال التي تنفذها باستمرار في الضفة الغربية على أساس أن التهدئة لا تشمل الضفة وأنها مقصورة فقط على قطاع غزة .. موضحة أن إسرائيل اخطأت الحساب لأن هذه العملية دفعت جماعة الجهاد للرد فورا بإطلاق الصواريخ من غزة وتوعدت بالإنتقام لمقتل أحد قياداتها وهو أمر قد يكون مقبولا من وجهة نظر جماعات المقاومة الفلسطينية عملا بمبدأ الدفاع عن النفس. وشددت على أن مثل هذا العنف والعنف المضاد لن يقود إلى تحقيق أي أهداف سياسية علي الأرض ولن يؤدي بأي طرف إلى ما يبتغيه خاصة أن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي جربا طويلا اللجوء إلى السلاح دون حسم أي خيار أو تحقيق أي هدف أو الوصول لأي نتيجة. وطالبت الصحف الفلسطينيين والإسرائيليين بأن يدركوا أن هذه التهدئة ليست مجرد وقفة لإلتقاط الأنفاس يعود بعدها كل طرف إلى استئناف دائرة العنف والدم والقتل من جديد بل لابد أن تكون التهدئة خطوة أولى تليها خطوات بالغة الأهمية تتعلق بتخفيف الحصار المفروض على المدنيين في القطاع والبدء في رفع الحواجز الأمنية التي أحالت حياة الفلسطينيين في غزة إلى جحيم وفتح المعابر بين القطاع المكتظ بالسكان والعالم الخارجي أملا في اقناع المدنيين بجدوي السلام ثم أخيرا الدخول في مفاوضات جادة في إطار عملية السلام. ودعت الفلسطينيين إلى إنهاء حالة الانفصال بين الضفة والقطاع من خلال توحيد صفوف حركتي فتح وحماس بغية تحقيق المصالح الفلسطينية العليا واستعادة الحقوق المشروعة وإنهاء الإحتلال وإقامة الدولة حتى يكون للفلسطينيين مكانهم الذي يستحقونه إلى جانب كل الأمم الحرة المستقلة المحبة للسلام والرخاء. وعلى صعيد متصل أشارت الصحف إلى إعراب مصر عن أسفها من أغلاق إسرائيل أمس المعابر التي تمر بها السلع التجارية من الجانب الإسرائيلي إلي قطاع غزة ردا علي إطلاق سرايا القدس التابعة لمنظمة الجهاد صواريخها من قطاع غزة علي سديروت الإسرائيلية وذلك بعد إغتيال القوات الإسرائيلية لأحد قيادييها في نابلس بالضفة الغربية غير المشمولة حتى الآن بإتفاق التهدئة. وأبرزت تأكيدات حماس إلتزامها بإتفاق التهدئة ودعوتها كافة الفصائل لإحترامها في أعقاب الهجوم الصاروخي علي سديروت .. لافتة إلى أن هذا يؤكد إلتزام وحسن نوايا من الجانب الفلسطيني كان واجبا أن يقابله التزام وحسن نوايا من الجانب الإسرائيلي بدلا من التصعيد المتمثل في إغلاق المعابر التجارية باعتباره إجراء لا يصب في خانة العمل علي تثبيت التهدئة والسير فيها عبر مراحلها المقبلة. وفي شأن آخر نوهت الصحف بحديث الرئيس المصري حسني مبارك للقناة الأولى بالتليفزيون الإسرائيلي والذي أطلق خلاله تحذير عبر عن جوهر السياسة المصرية تجاه الصراعات الإقليمية في الشرق الأوسط .. مشيرا أنه لا يجب استخدام القوة أبدا ضد إيران لأن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه. وقالت أن الموقف المصري الذي عبر عنه الرئيس مبارك رفض أن يميز بين إقتناء الأسلحة النووية في إيران واقتناء الترسانة النووية في إسرائيل لأن الوضع مماثل هنا وهناك. ولفتت الصحف إلى تحذيرات وكالة الطاقة الدولية ورئيسها محمد البرادعي من أي هجوم علي إيران لأن ذلك من شأنه إفساد المفاوضات بين الوكالة وإيران لوقف عمليات تخصيب اليورانيوم إذا كانت هناك عمليات والاكتفاء باستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية. // انتهى // 1024 ت م