اعتبرت حركة "حماس" أن قرار الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق المعابر المحيطة بقطاع غزة، هو دليل إضافي على عدم جدية الاحتلال وعدم التزامه شروط التهدئة. وأشار سامي أبو زهري الناطق باسم حماس في تصريح صحفي تلقت "الرياض" نسخة منه، إلى أن المعابر كانت قبل هذا القرار شبه معطلة. وتم تقليص عدد كبير من الأصناف والبضائع التي كانت تدخل إلى غزة وخفض كمية المواد الداخلة إليها. وأكد أبو زهري، على استمرار الحصار على غزة وعلى تعاظم المعاناة الفلسطينية، داعية كل القوى العربية والإسلامية والقوى الحرة في العالم إلى تنظيم وحشد فعالياتها دعما لغزة وكسراً للحصار المفروض عليها. من جهتها أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن ما ساقه الاحتلال من مبررات لإغلاق معابر قطاع غزة هي مبررات واهية، خاصةً وأن المعابر لم تفتح بشكلٍ كلي منذ بدء التهدئة التي التزمت بها الفصائل الأمر الذي يدلل على حقيقة نوايا الاحتلال وسعيه لإفشال التهدئة. وقالت الحركة في بيانٍ لها: "إن إغلاق المعابر التجارية يأتي ضمن سياسة الاحتلال الإسرائيلي العدوانية الآخذة في التصاعد ضد شعبنا الفلسطيني"، مشددةً على أن الاحتلال يتحمل مسؤولية ما يجري من عدوان وحصار على شعبنا الذي تفاقمت معاناته بشكلٍ لم يعد السكوت عنه ممكناً. ودعت الحركة الفصائل الفلسطينية إلى إعادة النظر في جدوى هذه التهدئة والخروج بموقف مشترك من جدوى استمرارها خاصةً وأنها لم تحقق أية فوائد أو أهداف لمصلحة شعبنا. وكان وزير الحرب الإسرائيلي أيهود باراك قرر إغلاق جميع المعابر الحدودية مع قطاع غزة أول من أمس بدعوى سقوط صاروخ محلي الصنع على بلدة سديروت مساء الأحد انطلاقا من القطاع. وذكرت مصادر إسرائيلية أن باراك أجرى مشاورات أمنية مع نائبه "متان فلنائي" وعدد من ضباط الجيش الإسرائيلي في أعقاب سقوط الصاروخ وقرروا إغلاق جميع المعابر. في سياق آخر، أكدت حركة "حماس" أن تصريحات رئيس حكومة الاحتلال ايهود أولمرت، حول انتهاء فكرة "أرض إسرائيل الكبرى"، تمثل اعترافاً بانهيار الأساس الذي قام عليه الاحتلال، وتؤكد أن الكيان الغاصب في تراجع كبير مقابل استمرار تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه وحقوقه. واعتبر أبو زهري أن الفضل في هذا التراجع لدولة الاحتلال، يرجع للمقاومة الفلسطينية التي حطمت نظرية "أرض إسرائيل الكبرى"، ودفعت قادة الاحتلال للتخلي عنها، بعد أن أصبحوا عاجزين ليس عن التوسع وإنما عن حماية سديروت وقرى النقب وغيرها. وشدد على أن تصريحات أولمرت بأن الزمن لا يعمل لصالح "إسرائيل"، هو إقرار من قادة الاحتلال بما أكد عليه الشعب الفلسطيني وقوى المقاومة بأن استمرار الاحتلال ليس قدراً وأن هذه الأرض لم يعمر فيها احتلال وأن زوال الاحتلال ليس سوى مسألة وقت.