اكتسب المؤتمر الاسلامي العالمي للحوار الذي اختتم أعماله في مكةالمكرمة يوم الجمعة الماضية الثاني من شهر جمادى الآخرة الجاري الموافق للسادس من يوينو 2008 م ونظمته رابطة العالم الإسلامي برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود حفظه الله أهمية خاصة بالنظر إلى مكان انعقاده في قصر الصفا بجوار بيت الله الحرام أطهر بقعة وأقدس بقعة على وجه الأرض ورعايته من ملك الإنسانية الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يحمل هموم شعبه وأمته الاسلامية ويشجع الحوار الذي كان له أكبر الأثر في دعم عجلة التنمية والبناء والاستقرار في المملكة انطلاقاً من كونه يشجع جميع الأطراف على التواصل والتلاقي حول محور واحد وهدف واحد يهم الجميع هو الاستقرار , كما يعي حفظه الله حقائق العصر، ويستلهم منطق التاريخ، ويفهم جيداً منابع الدين الحنيف بكل تسامحها وصفائها ونقائها . فقد عبر أيده الله عن ذلك في كلمته الضافية في افتتاح أعمال المؤتمر حيث قال رعاه الله // إن الإسلام سيبقى منيعاً بالله جل جلاله ثم بوعي علمائه ومفكريه وأبنائه ، فعظمة الإسلام أسست لمفاهيم الحوار ، وحددت معالم الطريق له ، وقلوبنا بحمد الله مليئة بالإيمان والتسامح والمحبة ، التي أمرنا بها الخالق جل جلاله // . وأكد خادم الحرمين الشريفين في كلمته وهو يخاطب المشاركين في المؤتمر وضيوفه أن دعوته أيده الله للحوار بين أتباع الرسالات السماوية جاءت // لمواجهة تحديات الإنغلاق ، والجهل ، وضيق الأفق ، ليستوعب العالم مفاهيم وآفاق رسالة الإسلام الخيرة دون عداوة واستعداء //. والمملكة العربية السعودية التي تؤكد على الدوام أنها صوت عدل نادت به على لسان قائدها ، نحو القيم الإنسانية والأخلاقية، ودعوة للتعايش والحوار العاقل والعادل، لما فيه خير الإنسان والحفاظ على كرامته، وتعزيز قيم الأخلاق , مازالت تكتسب يوما بعد يوم احترام وتقدير العلماء من الدول الإسلامية كافة لسعيها المخلص والدؤوب على توحيد كلمة الإسلام ولم شتات الأمة الإسلامية بوصفها الأقدر على ذلك نظرا لمكانتها الدينية لدى نفوس العامة من المسليمن والخاصة من علماء المسلمين . كما اكتسب المؤتمر أهميته من المشاركين فيه حيث جمع ما يقرب من خمسمائة عالم ومفكر ومثقف من علماء الأمة الاسلامية ومفكريها ومثقفيها من مختلف دول العالم , ليقولوا للعالم من حولنا ، وباعتزاز أكرمنا الله به ، إننا صوت عدل ، وقيم إنسانية أخلاقية ، وأننا صوت تعايش وحوار عاقل وعادل ، صوت حكمة وموعظة وجدال بالتي هي أحسن تلبية لقوله تعالى // ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، وجادلهم بالتي هي أحسن // . وأثرى المشاركون موضوعات المؤتمر ومحاوره بآرائهم ومقترحاتهم وتوصلوا بالإجماع إلى تأسيس وإرساء آليات للتفاهم بين الشعوب الإسلامية وتحقيق منهج الإسلام في بناء التواصل المعتمد على إرث تاريخي وتعاليم دينية راسخة تجمع المسلمين في الأقطار كافة . كما توصلوا إلى آليات الحوار مع أتباع الرسالات السماوية الأخرى من خلال القيم المشتركة التي دعت إليها الرسالات الإلهية ، والتي أنزلت من الله تعالي ، لما فيه خير الإنسان والحفاظ على كرامته ، وتعزيز قيم الأخلاق التي تنبذ الخيانة ، وتنفر من الجريمة ، وتحارب الإرهاب ، وتحتقر الكذب وتؤسس لمكارم الأخلاق والصدق والأمانة والعدل ، وتعزز مفاهيم وقيم الأسرة وتماسكها وأخلاقياتها التي جار عليها هذا العصر وتفككت روابطها ، وابتعد الإنسان فيه عن ربه وتعاليم دينه . // يتبع // 1003 ت م