أعربت الصحف المصرية الصادرة اليوم عن قناعتها بأن الاتفاق الأمني المزمع توقيعه بين بغداد وواشنطن والذي تجري المفاوضات حوله منذ شهور مازال يراوح مكانه وسط سيطرة حالة من الشد والجذب والاعتراض بين الحكومة العراقية والإدارة الأمريكية. ولفتت الصحف إلى بعض الملاحظات والاعتراضات حول الاتفاق منها أن الاتفاق يعد تكريسا للوجود الأمريكي في العراق وافتئاتا على السيادة العراقية لأنه يمنح الجندي الأمريكي حماية حتى إذا ارتكب أي عمل إجرامي أو قام بممارسات ضد القانون ويعطي حصانة لأي أمريكي موجود بالعراق ويمنح القوات الأمريكية ضمنا حق الإعتداء على دول أخرى. وقالت الصحف إن نصوص الاتفاق لم تعالج قضية ادخال أشخاص من جنسيات أخرى غير مقيمة في العراق ولم تحدد صلاحيات الطرف الأمريكي في استقدام أفراد قد يعملون ضد دولة صديقة للعراق. ومضت تقول لم تنتظر الولاياتالمتحدةالأمريكية توقيع هذه الاتفاقية بل بادرت بتفعيلها وشنت العدوان السافر على منطقة البوكمال السورية بزعم القضاء على بؤرة لتهريب المقاتلين إلى داخل العراق مستغربة في الوقت ذاته من دفاع الحكومة العراقية عن العدوان الأمريكي على سوريا. ورأت الصحف أن غارة البوكمال كشفت عن مدى استهانة الولاياتالمتحدةالأمريكية بالقانون الدولي الذي يحفظ سيادة الدول وعدم اكتراثها بالعواقب الناجمة عن اتخاذ أرض العراق العربية منطلقا للعدوان على أرض عربية أخرى منتهزة فرصة احتفاظها بالقرار العراقي في الجيب الأمريكي. وحول الانتخابات الأمريكية قالت الصحف أن الرئيس الأمريكي الجديد سواء المرشح الديمقراطي باراك أوباما أو الجمهوري جون مكين سيرث اكواما من المشاكل والمهام الجسام التي تنوء بها الجبال ابتداء من حرب العراق وافغانستان وانتهاء بالأزمة الاقتصادية مرورا بتصحيح صورة أمريكا على الأقل في أوروبا بعد أن تدهورت شعبيتها للحضيض مشددة على أن بوش لم يترك انجازا واحدا تقريبا يذكره التاريخ على الصعيد الدولي والمحلي وأن الأزمة الاقتصادية التي تفجرت في أواخر عهده نسفت أي انجاز في حالة وجوده. وأضافت أن بوش أعاد العراق إلى عصور الظلام واغرق افغانستان في مزيد من العنف والدمار وكبد بلاده أموالا طائلة إضافة إلى مقتل اكثر من 4 آلاف جندي أمريكي منذ بداية الغزو وأهدر على حرب العراق وحدها ما يقترب من المبلغ الذي خصص لخطة الانقاذ المالي في الولاياتالمتحدة وهو 700 مليار دولار موضحة أن بوش فعل كل هذا في الوقت الذي لم يفلح فيه في الوفاء بوعده فيما يتعلق بالتوصل لاتفاق سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين قبل انتهاء ولايته الثانية. وأوضحت أن الرئيس الأمريكي الجديد سيجد نفسه غارقا في المشاكل والأزمات وسيتعين عليه أن يعمل من اللحظة الأولى لكن ربما لا تظهر ثمار عمله على مدار زمن طويل نسبيا ذلك لأن المشاكل والاعباء التي ورثها عن سلفه ثقيلة للغاية. وقالت إن الجميع سيضعون ايديهم على قلوبهم خلال الاسابيع التي تفصل بين الانتخابات وتسليم السلطة خوفا من أن يندفع بوش في مغامرة جديدة يضيفها الى سجل المشاكل التي سيتركها مثل توجيه ضربة عسكرية لإيران قبل أن يسلم مفاتيح البيت الأبيض. محليا لفتت الصحف إلى الزيارة التى يقوم بها الرئيس المصري حسنى مبارك إلى فرنسا حاليا مؤكدة أن الزيارة تكتسب أهمية خاصة في ظل العلاقات المتميزة والتي تتسم بالخصوصية للدولتين. وخلصت الصحف إلى القول بأن جدول أعمال القمة المصرية الفرنسية يشمل العديد من القضايا والملفات الهامة في مقدمتها مشكلات السلام في الشرق الأوسط والأزمة المالية العالمية والاتحاد من أجل المتوسط ودارفور والصومال وتأمين البحر الأحمر والأوضاع في كل من لبنان وسوريا بالاضافة إلى العلاقات الثنائية وسبل دعمها. //انتهى// 1058 ت م