عقد المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي رعى انطلاقته اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وتنظمه رابطة العالم الإسلامي بقصر الصفا بمكة المكرمة اليوم جلسة عمله الأولى مساء اليوم برئاسة معالي رئيس مجلس الشورى الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد . وخصصت الجلسة لمناقشة المحور الأول للمؤتمر / التأصيل الإسلامي للحوار / حيث تحدث في الجلسة المدير التنفيذي للملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين الدكتور سعد بن علي الشهراني عن الحوار في القرآن والسنة / الأسس والمنطلقات / وأكد فيها أن المحاور المسلم لا ينطلق في حواراته من فراغ بل له أهداف سامية معلومة إذ أن أهداف الحوار هي ثمرته وغايته المطلوبة وبتحديد هذه الأهداف تتضح موضوعاته وأساليبه وعليه فإن الحكم على الحوار حرمةً وجوازًا وتقويماً نجاحًا وفشلاً قوةً وضعفًا إنما يكون بمعرفة أهدافه، فالقاعدة الشرعية تنص على أن الأمور بمقاصدها وبدون تحديد هذه الأهداف يبقى الحوار ضياعًا للوقت وهدرًا للطاقات وإشغالاً للأمة بما لا يرتجى منه فائدة. وأشار إلى أن المتتبع لحوارات النبي صلى الله عليه وسلم سواء مع أصحابه أو مع المشركين أو اليهود والنصارى أو الملوك والأمراء سيجد أن لها أهدافًا عظيمة ربانية ترتقي وتترفع عن الأهداف الأرضية المادية التي يسعى لها بعض البراجماتيين والنفعيين. وقال // مما يؤسف له أنه دخل باسم الحوار والدفاع عن الإسلام من ليس مؤهلاً لذلك // مؤكداً أن الدعاة إلى الله مطالبون بإقامة الحجة وإبلاغ الرسالة للناس كافة فلا بد لهم أن يتسلحوا بعلم ويحذروا من الوقوع في شِراك المحاورات الجدلية التي لا طائل منها. كما تحدث مسئول الشؤون الدينية بالمؤتمر الشعبي اللبناني الدكتور اسعد محمود السحمراني عن / تجارب من الحوار الحضاري عبر التاريخ / مشيرا إلى انه حصلت قفزات سريعة في عالم الاتصال بفعل التقدم التقني وقد فرض ذلك قدراً من الانفتاح والتواصل بين الأمم والمجتمعات لم تعهده البشرية من قبل كما أن تطور وسائل الاتصال فرض تحديات فكرية وقيمية تحتاج لأنماط من الاستجابات مما يثمر مسارات حضارية غير مسبوقة وقد برزت عناوين لم تكن معهودة مثل صدام الحضارات والفوضى و نهاية التاريخ . وقال // إن الواقع المحيط بالعلاقات بين الأمم والشعوب تغشاه حالات من التوتر تسببها حالات التجاوز والتطاول أو ما حصل وما يحصل باستمرار من أشكال العدوان والظلم الذي وصل بعضه إلى حد احتلال أرض أو استباحة حرمات أو طرد مواطنين من ديارهم أو نهب ثروات أو نشر قواعد عسكرية توزع الرعب في كل الاتجاهات أما على الصعيد الديني والأخلاقي فقد عمدت مدارس تخريبية إلى نشر المفاسد والرذائل باسم الحرية الفردية وحقوق الإنسان //. //يتبع// 1858 ت م