يسعى المسئولون الأوروبيون على مختلف المستويات حاليا الى إحتواء تداعيات إرتفاع أسعار المواد الغذائية في العالم ونشوب بوادر أزمات سياسية في عدة مناطق نتيجة لذلك. ويعقد وزراء الزراعة للدول الاوروبية إجتماعات في لكسمبورغ اليوم تخيم عليها هذه المسالة الحساسة والحيوية..وسجلت أسعار المواد الأساسية مثل الأرز والقمح والحليب ومشتقاته إرتفاعا هائلا داخل الدول الاوروبية نفسها . وبدات النقابات الاوروبية وجمعيات الدفاع عن حقوق المستهلكين تطالب بلجم إرتفاع أسعار المواد الأساسية وما يسببه ذلك من تدني كبير في القدرة الشرائية للمواطنين. وقال مصدر أوروبي انه من المتوقع ان تعرض فرنسا التي ستتولى الرئاسة الدورية الاوروبية بعد شهرين ونصف من الان خطة تحرك امام وزراء الزراعة الأوروبيين في لكسمبورغ وتخطط للدعوة الى "مبادرة أوروبية للأمن الغذائي" في العالم. ودفع الارتفاع الكبير لاسعار السلع الغذائية حول العالم وحوادث الشغب التي نجمت عنه باريس الى حض الاتحاد الأوروبي على القيام بتحرك سريع وإعادة موضوع الزراعة التي تحتل فيها فرنسا المركز الأول أوروبيا الى صدارة إهتماماته. وترى فرنسا ان هناك حالة "طوارئ" في وقت تتزايد فيه الاضطرابات المرتبطة بحمى التهاب الاسعار في مناطق عدة حول العالم وخاصة في إفريقيا. وتقول فرنسا ان "أوروبا مع زراعتها المتقنة وسياستها المشتركة يجب ان تؤدي دورها كمزود ومنظم للأسواق الغذائية العالمية وهو الموضوع الذي سيوضع على جدول أعمال الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوروبي. وتؤيد الدوائر الاتحادية في بروكسل المواقف الفرنسية الداعمة للزراعة في وقت يشهد فيه التكتل الاوروبي جدلا حول ما يسمى ب "الحصيلة الصحية" لسياسته الزراعية المشتركة . وتخطط باريس خلال توليها الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي في النصف الثاني من العام الجاري التشديد على محافظة الاوروبيين على موازنة كبيرة في هذا القطاع . وجعلت فرنسا وهي القوة الزراعية الاولى في التكتل الاوروبي من إرتفاع أسعار المواد الاولية الغذائية داعما لمواقفها في المفاوضات الحساسة المقبلة حول موازنة السياسة الزراعية المشتركة للاتحاد الاوروبي بوصفها أبرز ميادين الانفاق للاتحاد بعد عام 2013م تاريخ إنتهاء صلاحية الموازنة العامة والحالية للتكتل. وأعلنت بريطانيا تأييدها لفرنسا حول ضرورة مواجهة إرتفاع أسعار السلع الغذائية . ولكن لندن وبعض العواصم الاوروبية الاخرى تشدد على وجوب ان يكون التحرك على مستوى دولي أكثر منه على صعيد الاتحاد الاوروبي.. //انتهى// 1124 ت م