أبرزت الصحف المصرية الصادرة اليوم القمة الثلاثية التي جمعت الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس بالقاهرة امس. وقالت ان مباحثات الرئيس حسني مبارك أمس مع الملك عبدالله والرئيس محمود عباس تركز على الملف الفلسطيني بالاضافة للملفات المتعلقة بقضايا المنطقة الأخري ونتائج القمة العربية في دمشق, مشيرة الى انها استهدفت مناقشة الوسائل الممكنة لتحريك عملية السلام التي تراوح مكانها منذ مؤتمر أنابوليس نتيجة للسياسة الاسرائيلية العدوانية التوسعية علي حساب الشعب الفلسطيني في حين لم تستطع الإدارة الأمريكية رغم جولات مسئوليها الكبار تغيير أو التخفيف من عناد هذه السياسة واعتمادها علي زرع المستوطنات لابتلاع الأرض الفلسطينية وشن الاعتداءات اليومية علي ابناء الشعب الفلسطيني وفرض الحصار حولهم لاجبارهم علي القبول بالمخططات الاسرائيلية التي لاتقدم السلام العادل وهو الشرط المقبول عربيا وفلسطينيا للتطبيع مع اسرائيل وقبولها في المنطقة. واضافت تقول ان المرحلة الحالية تحتاج إلي توافق عربي واجماع علي ضرورة التعامل بجدية مع قضيتين الاولى حل المسألة الرئاسية في لبنان وتسهيل اتفاق الاطراف اللبنانية علي التوصل إلي رئيس جديد للبنان ومحاولة التوصل الي حلول بين الاطراف المتعارضة والثانية مواجهة المخططات الإسرائيلية التي تستهدف استئناف البناء في الاحياء اليهودية في القدس وغيرها من المستعمرات داخل الضفة الغربية بالاضافة الي فك الحصار عن الشعب الفلسطيني وصولا لاتفاق بين حماس والسلطة الفلسطينية. ورأت الصحف المصرية ان الرئيس المصري واصل مشاوراته مع القادة العرب وعقد قمة ثلاثية وتسلم رسالة من رئيس دولة الامارات العربية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان تتعلق ايضا بالتطورات علي الساحة الفلسطينية والمشاورات الجارية مع حماس وايضا بالتطورات علي الساحة اللبنانية. ووصفت الصحف تصريحات إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي وتحذيره الشديد اللهجة إلي حزب الله من مغبة تحدي إسرائيل أو السعي لاختبار قدراتها والمغامرة بخوض حرب جديدة معها بنها ليست غريبة علي قادة إسرائيل الذين يفضلون دائما الترويج لأسطورة الجيش الذي لا يقهر والدولة التي لها اليد الطولي في المنطقة وصاحبة الأذرع الأكثر طولا إلي آخر هذه التهويلات التي تحطمت أكثر من مرة سواء علي الجبهة المصرية في حرب أكتوبر 1973 أو علي الجبهة اللبنانية وبأيدي رجال المقاومة اللبنانية منذ الثمانينات وحتي حرب يوليو 2006 مشيرة الى ان ما يثير الضحك والسخرية في آن واحد أن باراك لم يستح من قلب الحقائق واللجوء للكذب والمغالطة بالقول ان الجيش الإسرائيلي نجح في ردع حزب الله في الحرب الأخيرة قائلا ان رجال الحزب قللوا من استفزازاتهم بعد ان استخلصوا العبر من هذه الحرب. وانتهت الصحف المصرية الى التاكيد على ان باراك قد نسي أو تناسى أن تقرير فينوجراد الإسرائيلي أقر بما لا يدع أي مجال للشك بهزيمة إسرائيل في هذه الحرب التي حطمت مرة أخري أساطير العسكرية الإسرائيلية ولم يخرجها من مستنقع هذه الحرب الأليمة سوي حلفائها في مجلس الأمن وخاصة بريطانيا والولايات المتحدة الذين حاولوا تحقيق انتصار سياسي لتعويض ما فشلت إسرائيل في تحقيقه في الميدان مطالبة باراك بان يعرف بان السبيل الوحيدة لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار سواء علي الجبهة اللبنانية أو الفلسطينية هو انهاء الاحتلال واعادة الارض المغتصبة إلي أصحابها وقبول مبادرة السلام العربية المطروحة باعتبارها آخر فرصة حقيقية للسلام الشامل ووقف هذه الدائرة الكريهة من الحروب والقتل والدمار التي يغذيها الاحتلال الإسرائيلي وحده أما اللجوء إلي أساليب التهديد والوعيد وتكرار اسطوانة الدولة الأقوي في المنطقة والجيش الذي لا يقهر فلن يحقق أي سلام ولا أمن. // انتهى // 1038 ت م