أعربت الصحف المصرية الصادرة اليوم عن قناعتها بأن وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك أطلق أمس رصاصة الرحمة على حكومة أيهود أولمرت داعيا إياه للاستقالة بعد اتهامه في قضية الفساد المتورط فيها مع رجل أعمال أمريكي. وقالت أن عملية السلام بالسقوط المنتظر لحكومة أولمرت والخروج الحتمي لإدارة بوش من البيت الأبيض تواجه حالة موت سريري إذ فقدت العملية المنصوبة شريكين أحدهما الإسرائيلي والآخر الأمريكي في حين يدخل الشريك الفلسطيني المنغمس فيها ممثلا في سلطة محمود عباس أبومازن حالة إعادة الحسابات .. معربة عن أملها في أن تسفر إعادة الحسابات عن العمل لإعادة توحيد الصف الفلسطيني واستبعاد المحاذير المرتبطة بعدم إغضاب الشريكين الإسرائيلي والأمريكي حرصا على وفائهما بوعود يثبت الآن مدى زيفها وافتقارها لإرادة التنفيذ وخاصة فيما يتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية. وأضافت أنه سيمضي وقت طويل قبل أن يعيد الشريكان الحليفان ترتيب أوضاع الحكم في إسرائيل والولايات المتحدة .. متسائلة هل يستطيع الشريك الفلسطيني إستثمار هذا الوقت في توحيد صفوفه ودعم مقاومته واستعادة أوراقه المفقودة على ذمة الوعود الخادعة. وفي الشأن اللبناني قالت الصحف أن التطورات الأخيرة للمسألة اللبنانية والتي تجسدت في أتفاق الدوحة أظهرت عدة حقائق هي أن العرب قادرون علي العمل لحل مشكلاتهم بأنفسهم.. متسائلة لماذا لا يكون هذا الذي حدث مع لبنان سابقة حميدة تتكرر مع بقية مشكلاتنا العربية في العراق والسودان والصومال وفلسطين وغيرها. وأوضحت أن هناك مبادئ أساسية خاصة بالعرب وهي أن مصالحهم في اجتماعهم معا وليس في أن يواجهوا العالم متفرقين وأن العالم يتجه الآن إل التكتلات الإقليمية وليس إلى التفرق والانقسام وأن كل التجارب سواء في الماضي البعيد أو الماضي القريب أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن عناصر التوحيد في الأمة العربية أكثر بكثير من عناصر التفريق. وأكدت على ضرورة إعادة التنسيق الذي ظل قائما لفترة طويلة بين الشقيقات مصر والمملكة العربية السعودية وسوريا كأساس وقاعدة للتوحد العربي الكبير في المستقبل القريب .. لافتة إلى ضرورة تدخل الأطراف العربية الفاعلة في النظام العربي لإخراج العراق الجريح من مأزقه الذي رماه فيه الاحتلال الأمريكي. وفي سياق متصل أعربت الصحف عن قلقها مما أسمته تراكم خفيف لسحب أزمة على خلفية إعلان الأغلبية النيابية في لبنان عن ترشيح رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة لتشكيل الحكومة الجديدة وقيام المعارضة بالتحذير وإثارة الشكوك والهواجس بشأن مستقبل الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الدوحة بالإضافة إلى قيام بعض الأبواق الإعلامية في معسكر الموالاة بصب الزيت على نار الفرقة والانقسام وتصويرها استمرار السنيورة في رئاسة الحكومة على أنه هزيمة للمعارضة. وقالت أنه إذا كان أحدا لا يملك الاعتراض على حق الأغلبية النيابية في ترشيح من تراه لتولي رئاسة الحكومة طبقا للدستور والقانون والأصول المتبعة في الدول الديمقراطية المحترمة فإنه يتعين على فريق الأغلبية أن يتعلم الحديث بلغة رجال السياسة والقادة والمسئولين بدلا من الحديث بلغة زعماء الطوائف وقادة الفصائل ورؤساء الأحزاب المتصارعة التي تحركها حسابات الربح والخسارة على الساحة السياسية الضيقة حتى و لو كان ذلك علي حساب الوطن. ولفتت إلى أن الرئيس اللبناني الجديد حسم هذا الجدل وأقر ترشيح الأغلبية النيابية للسنيورة لتشكيل الحكومة الجديدة .. مشددة على أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة بالغة الحساسية والحرج خاصة وأن جراح الماضي القريب لم تندمل بعد. وخلصت إلى القول بأنه مهما كان عمق هذه الجراح فإن التحديات التي تواجه لبنان سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي أو الدولي إنما تتطلب من الجميع تضافر الجهود من أجل إنجاح اتفاق التسوية الأخيرة. // انتهى // 1039 ت م