تحتضن الجزائر اليوم ويوم غدا ملتقى دوليا حول الإرهاب بمشاركة أكثر من 250 خبيرا ومختصا في شؤون الأمن ومحاربة الإرهاب من الجزائر ومن مختلف الدول العربية والإفريقية والأوروبية منها المملكة العربية السعودية وتونس وباكستان ومصر وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا . وسيدرس هذا الملتقى الدولي الهام الذي سيشرف على افتتاحه رئيس الحكومة الجزائرية عبد العزيز بلخادم أكثر من عشرة مواضيع أهمها الإرهاب والتكفل النفسي بضحايا الإرهاب الذين بلغ عددهم في الجزائر حوالي 80 ألف ضحية والإرهاب والمصالحة الوطنية التي أعلنها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والتي أثمرت بتوبة آلاف المسلحين إلى جانب الإرهاب والقانون الدولي فضلا عن مواضيع أخرى ذات صلة قوية بمسألة الإرهاب . وقد أكدت فاطمة الزهراء فليسي الأمينة العامة للمنظمة الوطنية لضحايا الإرهاب الجهة المنظمة والمشرفة على هذا الملتقى الدولي الهام في تصريح لها اليوم أنه لأول مرة يتم تنظيم مثل هذا اللقاء من طرف جمعية غير حكومية وذلك للتأكيد على أن الحرب على الإرهاب والفساد لا تعني الحكومات وحدها بل هي شأن المجتمع بكل مكوناته الرسمية والشعبية . وأضافت أن المجتمع المدني في الجزائر يلعب دورا هاما في مواجهة ظاهرة الإرهاب من خلال التوعية والتحسيس بخطورة هذه الظاهرة في مختلف المؤسسات التربوية والجمعيات والمراكز الثقافية للشباب ومن خلال التأكيد على أن آفة الإرهاب بعيدة كل البعد عن ثقافة المجتمع الجزائري وعن تاريخه وعن ديننا الإسلامي الحنيف . ومن المنتظر حسب المتتبعين لهذا الموضوع الهام والحساس أن يخرج المشاركون في هذا الملتقى الهام بجملة من التوصيات التي تندرج ضمن الجهود الوطنية والدولية لمحاربة الإرهاب كظاهرة كونية لا دين ولاجنسية ولا حدود لها سيما في ظل الأساليب الجديدة والإستراتيجية التي تتبناها حاليا الشبكات الإرهابية الدولية كالعمليات الإنتحارية والتفجير عن بعد واستغلال الأطفال وتخدير المكلفين بالعمليات الإرهابية الوحشية التي تتعارض مع كل الأعراف والاخلاق والاديان السماوية . وتسعى الجزائر منذ سنوات على المستويين العربي والدولي وعبر العديد من الإتفاقيات الثنائية التي قد تتجاوز 100 اتفاقية تتعلق بتبادل وتسليم المجرمين والتعاون الأمني ومحاربة الإرهاب وتهريب الاسلحة والمخدرات وغير ذلك وذلك بغرض محاصرة ظاهرة الإرهاب وتطويق عناصرها وتجفيف منابعها وقطع الإتصال بقواعدها الخلفية. كما تدعو الجزائر بالتوازي مع ذلك حسب تصريح الامينة العامة لمنظمة ضحايا الإرهاب إلى ضرورة تبنى إستراتيجية دولية موحدة لمواجهة الإرهاب الاعمى الذي أصبح اليوم يملك إمكانات بشرية ومادية ومالية قد لا تملكها بعض الدول . // انتهى // 1210 ت م