أكد صاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن عبد الله بن مشاري آل سعود مدير المركز الوطني للمعلومات في وزارة الداخلية، أن المملكة نجحت في مكافحة الإرهاب والتطرف بالعمليات الاستباقية وتصحيح المفاهيم العقلية والاجتماعية الخاطئة. وقال مفتتحا ملتقى «دور الإنترنت في محاربة الإرهاب والتطرف» أمس في الرياض، نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية «إن الأجهزة الأمنية أحبطت أكثر من 220 عملية إرهابية، ما يؤكد معاداة الفئة الضالة للوطن والدين والأمة»، مشيرا إلى أن المملكة نظمت مؤتمرا دوليا عن الإرهاب عام 2005، وخرج بتوصيات مهمة لعمل دولي مشترك في مكافحة الإرهاب، مضيفا أن وزراء الداخلية والعدل العرب أقروا الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، إضافة لاتفاقية دول مجلس التعاون ومنظمة المؤتمر الإسلامي في نفس الاتجاه، ما يرسخ في الأذهان أن العرب والمسلمين هم من أكثر من اكتوى بنار الإرهاب، «لذلك نستطيع مكافحة هذه الآفة الخطيرة في وجود مظلة دولية شاملة». وأكد الأمير بندر أن وزارة الداخلية تضطلع بمهمة الأمن، وغدت مضرب المثل في العالم، وقال «إن المملكة تشدد على التعاون الأمني في مكافحة الإرهاب والجريمة بشكل عام، لأننا نتطلع إلى عالم يسوده الأمن والوئام»، مؤكدا أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار الحضارات، أكبر دليل على رؤية المملكة ورسالتها العالمية. دعم المكافحة بالإنترنت وأضاف «أن المتتبع لظاهرة الإرهاب يدرك أن الدراسات العلمية في مجال استخدام الإنترنت في مكافحة الإرهاب قليلة جدا، ما يجعلنا نطلق دعوة من خلال هذا الملتقى لدعم الباحثين واستشراف المستقبل في هذا المجال، من قبل المهتمين في المجالين الأمني والبحثي، ليكون القرار تبعا لذلك مبنيا على أسس علمية ومهنية، ونأمل الخروج بتوصيات مفيدة». قضية محورية من جهته، أكد رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور عبد العزيز الغامدي أن هذا الملتقى لمناقشة قضية محورية أفردت لها دول العالم اهتماما خاصا، وهي الإرهاب بكافة أشكاله وأنماطه وصوره المتعددة التي لا تمت للإسلام بصلة، مؤكدا أن عمل الإرهابيين يشوه صورة الإسلام النقي والأديان الأخرى سواء في عالمنا العربي أو العالم، مضيفا أن أكبر دليل على ذلك أن المسلمين هم أكثر ضحايا الإرهاب. وبين أن جامعة نايف أجازت أكثر من 125 دراسة دكتوراة، ونفذت 254 برنامجا تدريبيا بمشاركة 9888 شخصا، ونظمت 22 ندوة بمشاركة 940 شخصا و40 محاضرة علمية بمشاركة 3700 شخص، وأصدرت 48 إصدارا علميا، وشاركت في 95 لقاء علميا في مختلف دول العالم، ونظمت العديد من الأنشطة حول الإرهاب في أوروبا وآسيا. وأكد جورج بيرجلين منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الألمانية، أن الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب العالمي تسير بشكل جيد، وقال «نتطلع من خلال هذا الملتقى لآراء مميزة، ومشاركات ثرية لمكافحة هذه الظاهرة العالمية التي تضر العالم بأسره». رسالة موحدة لمكافحة الإرهاب من جانبه، أشار ريتشارد باريت رئيس فريق الأممالمتحدة المعني بمكافحة الإرهاب إلى أن العالم يحتاج لرسالة موحدة من الجامعات، والمراكز العلمية لمكافحة الإرهاب، باعتباره مسألة شخصية، ما يحتم ضرورة مخاطبة الفرد وانتقاد أفكاره وتقديم البدائل، مؤكدا أن مواجهة الفكر الإرهابي يجب أن تكون بصورة أكثر عقلانية، وأن تكون الرسالة سهلة وبسيطة، مع تقديم الإمكانات اللازمة لذلك، واختيار الأشخاص المناسبين لتقديم هذا الأمر، مشيرا إلى أنه ليس من السهل محاربة الفكر الإرهابي. واستدرك أن المملكة هي أول دولة في العالم نجحت في محاربة الفكر الإرهابي بشكل كبير، لافتا إلى أن الملتقى سيدرس التجارب الدولية في مكافحة الإرهاب، خصوصا أن هناك آراء واتجاهات مختلفة في كيفية المكافحة، ولكننا جميعا متفقون على ضرورة تجفيف منابع الإرهاب المادية والفكرية، خصوصا أن هناك أكثر من ملياري شخص حول العالم يستخدمون الإنترنت ولا بد من مخاطبتهم وتوعيتهم بمخاطر الإرهاب. وقال أليستر بيلز مدير المركز العالمي لمكافحة الإرهاب «إن الإرهاب لا يعرف الحدود، ومنتشر في كل مكان في العالم، ولا بد من التعاون الدولي لمحاربته واستئصاله من الجذور، بتبادل الخبرات والتجارب والآراء بكل حرية، لأننا نريد وضع توصيات وحلول مناسبة للجميع». رقابة مقاهي الإنترنت وأكد بعض المشاركين في الملتقى، ضرورة إخضاع مقاهي الإنترنت للرقابة والتفتيش المفاجئ حرصا على الشباب من المواقع المتطرفة، وأصحاب الفكر المنحرف، مشيرين إلى أن أسباب ظهور الإرهاب متعددة، منها نفسي، مجتمعي، اتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء، التفكك الأسري، غياب القدوة الصالحة في المدرسة، المخدرات، العنف، هبوط المستوى الإعلامي، تفشي الأمية، والنقص الحاد في الدعاة. وأكدوا ضرورة تجفيف منابع الإرهاب والتمويل، إضعاف القدرة على التجنيد، تحديث أجهزة مكافحة الإرهاب، إصدار الأحكام، التحقيق مع العناصر الإرهابية، إعادة تأهيل المغرر بهم، فتح باب التوبة أمام الجميع، الاهتمام بالنواحي الثقافية، إرساء قيم التسامح والسلام، نبذ العنف، تكثيف برامج الشباب خلال قنوات شرعية بعيدا عن الكبت والقهر حتى لا يحدث انفجار نفسي، ومحاربة الفساد والانحراف. وكان الملتقى قد انطلق بمشاركة أكثر من 30 دولة عربية وأوروبية وآسيوية، وأكثر من 150 مختصا عالميا، لمناقشة استخدام الإنترنت في الأغراض الإرهابية، ومكافحة عمليات التجنيد، ونشر الفكر المتطرف، وعرض التجارب الوطنية والإقليمية، ودور المجتمع المدني والقطاع الخاص والإعلام في مكافحة الإرهاب، ونظرة مستقبلية للإرهاب عبر الإنترنت.