تواجه الدبلوماسية الأوروبية اختبارا دقيقا وصعبا بعد ان أعلن الوطنيون الالبان اليوم استقلال اقليم كوسوفا عن صربيا ومن جانب واحد. ويعقد وزراء خارجية التكتل الاوروبي اجتماعا لهم في بروكسل نهار غد الاثنين تخيم عليه بشكل رئيس الخلافات المتفاقمة بين دولهم بشان هذا التطور السياسي والاستراتيجي الحاسم في منطقة البلقان وما قد يترتب عنه من تداعيات على اداء التكتل الاوروبي اولا وعلى تماسكك وانسجام عدد من دوله ثانيا. وفيما وجهت الرئاسة الدورية الاوروبية التي تتولاها سلوفينيا نداء الى الدول الأوروبية عشية اللقاء الوزاري في بروكسل للاتزام باكبر قدرمن التجانس والتقارب في موقفها تجاه اعلان استقلال كوسوفا فان المصدر الدبلوماسية توقع مزيدا من الانقسام والتشرذم بين صفوف الاتحاد الاوروبي خلال الفترة المقبلة وتستبعد حول اجماع اوروبي تجاه مسألة انسلاخ كوسوفا عن صربيا في وقت تعاني فيه العديد من دول التكتل نفسها من حالات زعزعة وتهديدات انفصالية مفتوحة ومعروفة. وحذر عدد من النواب الأوروبيين اليوم في بيان أصدروه عقب اعتماد برلمان بريشتينا اعلان الاستقلال عن صربيا حذروا فيه من مخاطر محاكاة نموذج استقلال كوسوفا في عدد من الدول الاوروبية . وذكر النواب الاوروبيون بالاسم اسبانيا ورومانيا وقبرص داخل التكتل وجورجيا ومولدافيا وأذربيجان خارجه. لكن دولا أخرى مثل بلجيكا وايطاليا تعاني فعليا من نعرات طائفية وعرقية مفتوحة ومعلنة. ويقول الدبلوماسيون ان عشرين دولة من دول التكتل الأوروبي سوف تعلن دون شك اعترافها باستقلال الإقليم المنسلخ رسميا عن صربيا ومنها مثل فرنسا والمانيا بسبب تنافسها المحموم على مناطق النفوذ في البلقان بالدرجة الاولى وأخرى مثل بريطانيا والدول الشرقية بسبب تنفيذها لسياسة صادرة عن البيت الابيض في واشنطن. ويرى المحللون الغربيون أنفسهم ان التكتل الأوروبي سيواجه معضلة دقيقة وخيارا صعبا يتمثل اما في تاييد الاستقلال وهو ما تؤيده رسميا بريطانيا وفرنسا وألمانيا او دعوة الصرب والألبان مجددا الى ترتيب تداعيات الاستقلال وتنظيم مرحلة انتقالية لتجنب تفشي العدوى الانفصالية في مجمل القارة. // يتبع // 1922 ت م 1622 جمت NNNN 1959 ت م