أعربت الصحف المصرية الصادرة اليوم أن الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تزعم محاربة الإرهاب هي التي تشجع إسرائيل علي ممارسته بوحشية في فلسطين بعد أن مارسته هي في أفغانستان ومازالت تمارسه في العراق. وقالت الصحف أن إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي ترجم جولة الرئيس الأمريكي بوش التي بدأها بمغازلة كل الإسرائيليين على أنها تصريح مفتوح لإسرائيل بالقضاء علي المقاومة الفلسطينية في غزة المحاصرة دون أن يدفع الإسرائيليون ثمناً سياسياً لذلك سواء علي مائدة المفاوضات المنصوبة مع / أبو مازن / أو في مسيرة التطبيع الجارية مع الإخوة العرب. واضافت أن الإدارة الأمريكية عبرت عن غضبها الشديد إزاء التفجير الذي لحق بسيارتها الدبلوماسية في بيروت يوم أمس الأول ووصفته بأنه عمل إرهابي بينما التزمت الصمت المشجع إزاء قيام إسرائيل في اليوم نفسه بذبح 19 شهيداً فلسطينياً وإصابة خمسين آخرين في غزة ولم تجد في ذلك إرهاباً لشعب أعزل يناضل من أجل حياته وحريته ولا يملك وسائل الدفاع عن نفسه. ونوهت الصحف بلقاء الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الأمريكي جورج بوش يوم أمس في شرم الشيخ قائلة أنه جاء ليؤكد عدة حقائق أولها أن علاقة البلدين علاقات إستراتيجية مهمة جدا لكلتا الدولتين وتتسع لتحتمل كل وجهات النظر وإختلاف الآراء. واكدت ان علاقة البلدين تقوم علي عدة أسس الأهم فيها أنها علاقة بين قوتين إحداهما هي الكبري في المجتمع الدولي الآن وحتي إشعار آخر والثانية هي أهم قوة إقليمية في الإقليم العربي الآن مهما يزايد المزايدون أو يشكك المتشككون .. مشيرة الى أن تلك الحقيقة يترتب عليها نتيجة واضحة تتمثل في أن كلتا الدولتين لا يمكن لإحداهما أبدا أن تستغني عن الأخري. وتساءلت في هذا السياق قائلة هل يمكن لواشنطن مثلا أن ترسم سياساتها في الشرق الأوسط دون وضع الثقل الاستراتيجي لمصر في الاعتبار وهل يمكن لمصر أن تمضي في ممارسة دورها الإقليمي دون أن تضع مصالح وآراء وقوة أمريكا في الاعتبار. واشارت الى أن الأساس الثاني في العلاقة بين مصر وامريكا ينطلق من أن كل الدنيا تتعامل الآن مع أمريكا / بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا / بل وحتي الدول التي تصرخ في وجه واشنطن تتعامل معها بدرجة أو بأخرى .. فيما يتمثل الأساس الثالث للعلاقة في أنه ليس من حق طرف أن يفرض علي الطرف الثاني أجندة معينة وبرنامج عمل محدد يجب عليه تطبيقه بحذافيره .. مشددة على انه لا يصح أن يتصور أحد الطرفين أن نظامه الداخلي هو الأفضل وبالتالي فإن علي الطرف الثاني تغيير قيمه وعاداته وتقاليده لتصبح صورة طبق الأصل من قيمه وعاداته وتقاليده هو فهذا هو المستحيل بعينه. وقالت أن هناك اساسا رابعا لعلاقة الطرفين يكمن في أن الاقتصاد يظل أحد تكوينات العلاقة وليس المكون الوحيد لها .. موضحه انه على الرغم من الاعتراف بأهمية الولاياتالمتحدة للاقتصاد المصري مثلما الاقتصاد الأمريكي مهم لكل اقتصاديات دول العالم الأخري الا أن ذلك يتم في إطار من الاحترام المتبادل للسيادة والإرادة السياسية وليس في إطار إلغاء هذه السيادة وبطبيعة الحال فإن موضوع المساعدات الاقتصادية الأمريكية لمصر يجب النظر إليه في هذا السياق. وخلصت الصحف الى القول بأن كلمات الرئيس بوش أمس عندما استقبله الرئيس مبارك أكدت كل هذه المعاني .. موضحه أن المردود النهائي لهذه الزيارة أيتمثل في كونها وضعت نقاطا كثيرة فوق الحروف للخروج في النهاية بحقيقة بديهية هي أن كلتا الدولتين لا يمكن لإحداهما الاستغناء عن الأخري. // انتهى // 1111 ت م