يروي متحف الحرمين الشريفين الذي يقع بجوار مصنع كسوة الكعبة المشرفة بأم الجود في مكةالمكرمة تاريخ قرون وأجيال كثيرة، وقصة أطهر بقاع الأرض وأقدس مقدساتها / الحرمين الشريفين / الذي يضم الكعبة المشرفة، قبلة المسلمين ومهوى أفئدة مئات الملايين. ويستعرض المتحف الذي تم إنشاؤه في شهر ربيع الثاني عام 1419 ه قصة طويلة على امتداد مراحل البناء والتوسعة والتطوير التي شهدها الحرم الشريف بكل ما مرّ به من أزمنة وأحداث من خلال مصاحف ومخطوطات ونماذج من المقتنيات الأثرية التي تضمها قاعات المتحف السبع عن المسجد الحرام والكعبة المشرفة والصور الفوتوغرافية والمخطوطات والمسجد النبوي وزمزم. ويقدم المتحف في تسلسل تاريخي مسيرة مرت بمختلف العصور الإسلامية بدءا بالعصر الاموي وانتهاء بالعصر السعودي الزاهر . وحينما يدلف الزائر للمتحف، يطالع أنموذجا فريدا للحرم العتيق فيما تحيطه الجدران بجماليات وجلال أجواء الحرمين الشريفين، فتنقله من اعتيادية التجوال والمشاهدة إلى سمو الروحانية العذبة، من خلال صورتين كبيرتين ليحلق في جلال الصور ثم تقع عيناه على سلم الكعبة الذي يتكون من قطعة خشبية فريدة من خشب الساج، يناهز عمره المائتي عام. ويبرز بين مقتنيات المتحف أهم قطعة أثرية من القرن العاشر الهجري هي الرأس النحاسي لمنبر السلطان سليمان القانوني. ويسجل المتحف لمحة تاريخية عن الكعبة المشرف مما ذكره المؤرخ ابن هشام مستشهداً بابن اسحق المطلبي بأن أول من جعل للكعبة باباً كان الملك اليمني تبع الثالث، والذي كانت فترة حكمه قبل بزوغ فجر الرسالة النبوية . ويظهر تاريخ صنع بابين للكعبة خلال العهد السعودي أولهما في عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه عام 1363ه وكان مصنوعاً من الألمنيوم، ومدعما بقضبان حديدية، وبسمك 2.5 سنتيمتر وارتفاع 3.1 متر حيث كان الجانب الأمامي من الباب مغطى بصفائح من الفضة ومطلياً بالذهب، وبه نقوش تحمل أسماء الجلالة. . . ثم في عام 1393ه أمر الملك خالد بن عبدالعزيز - رحمه الله - بصنع الباب الثاني من الذهب الخالص، الذي سمي باب التوبة، ويقع باب التوبة على الجانب الشمالي من الكعبة، حيث يمكن من خلاله الصعود إلى سقفها، وهو مصنوع من الخشب نفسه المستخدم في صنع الباب، إلا أنه أقل سمكاً. ويبين المتحف كمية الذهب المستخدم التي بلغت كميته 280 كجم وتكلفة البابين التي بلغت 123.420.000 مشة وثلاثة وعشرين مليونا وأربعمئة وعشرين ألف ريال سعودي لا تشمل تكلفة الذهب الذي قدمته مؤسسة النقد العربي السعودي حيث بدأ العمل فيه في العام 1398ه واستمر حوالي عاماً كاملاً . ويوضح المتحف ان ارتفاع باب الكعبة يبلغ أكثر من ثلاثة أمتار وعرضه حوالي مترين، بينما عمقه حوالي نصف متر، وبه مصراعان. والباب سمكه عشرة سنتيمترات ومصنوع من نوع معين من خشب الساج يسمى مكامونج . . والباب الجديد مزود بقفل جديد، حيث تم استبدال ذلك الذي صنعه السلطان عبدالمجيد. // يتبع // 2118 ت م