نظمت رابطة العالم الإسلامي ندوة تثقيفية ضمن مناشط موسمها الثقافي بمناسبة موسم الحج لهذا العام شارك فيها حجاج بيت الله الحرام الذين تستضيفهم الرابطة حيث تحدث فيها معالي الأمين العام للمركز العالمي للوسطية في الكويت الدكتور عصام بن أحمد البشير حول مشكلات الخطاب الإسلامي بين الحاضر والمستقبل . وناقش معاليه عدداً من المصطلحات ذات الدلالات الشرعية ، محدداً معنى الخطاب عند المسلمين الذي يعتبر وسيلة الدعوة في التبليغ والحوار ومبادئه . وبين الدكتور البشير معنى الوسطية ومفهومه وشرح دلالات/ الولاء والبراء / ضمن الفهم الواعي الصحيح للوسطية ، مشيرا الى أن وسطية الدين الإسلامي وشريعته تحصّن المجتمع المسلم من الجنوح عن مبادئ الإسلام ، كما تحميه من الغلو والتطرف وما يؤدي إلى سوء تطبيق الإسلام في الحياة . وأوضح أن الوسطية لا تتحقق إلا بالحكمة والعلم الصحيح ، وهذا يقتضي مطابقة الخطاب الإسلامي لمقتضى الحال . وتحدث معاليه عن بعض المصطلحات الإسلامية التي تحتاج إلى فهم ووعي عند الناس مثل / الولاء والبراء / مشيراً إلى أن القرآن الكريم هو المرجعية لفهم دلالات هذه المصطلحات وغيرها ، وذلك ضمن سياق متكامل مؤداه الفهم المستنبط من مجمل آيات القرآن وما ورد في السنة النبوية من تفسير لها ، وهذا كفيل بالفهم الصحيح والتطبيق السليم لمبادئ الإسلام ، مع فهم المصطلحات بعد تحريرها وبيان مقاصدها . وتحدث الدكتور البشير عن الاضطراب في عرض معالم المشروع الحضاري للأمة ، مشيراً إلى أنه لابد من أن يتضمن أسساً هي / العقيدة الدافعة و الشريعة الرافعة و القيم الحاكمة و السنن الفاعلة و الحضارة الشاهدة و المقاصد الحافظة و الأمة الجامعة / ولابد للخطاب الإسلامي أن يستوعب هذه القواعد ، مما يحقق في الأمة مفهوم الأمة الجامعة ، ولابد اليوم لمشروع النهضة الشاملة للمسلمين من هذه الأسس السبعة ، على أن تأخذ مكانها في حياة الأمة فعلاً وتطبيقاً حضارياً صحيحاً . ودعا الدكتور البشير إلى تجديد خطاب الدعوة بما يحقق مقاصدها بين الناس ، وذلك بمراعاة أفهامهم ، فللعامة خطاب يناسب ثقافتهم وعقولهم ، وللنخبة من الناس خطاب آخر ، ولا يجوز خطاب العامة بخطاب النخبة ، لعدم تحقق الجدوى المطلوبة وهذا ليس مقيداً باللغة ، وإنما هو لعموم الخطاب ومقاصده ، وهو مرتبط بعموم الفهم . واستعرض العلاقات بين فئات المجتمع المسلم ، مطالباً الحركات الإسلامية بالتعاون مع القيادات السياسية في مواجهة الخطر الداهم الذي لا يفرق بين داعية ومسؤول ، ولا بين عالم أو سلطان ، وهذا يستدعي نبذ القطيعة بين فئات المجتمع والتيارات المختلفة وأن يتحرك الجميع لإحياء مشروع الأمة من خلال ما تسمح به الدساتير والقوانين في البلدان الإسلامية . // انتهى // 1427 ت م