تشهد الأيام الثقافية السعودية التي ستختتم الليلة بالعاصمة الجزائرية إقبالا منقطع النظير واهتماما متزايدا من قبل الجمهور الجزائري الذي أثبت أنه شغوف بالإطلاع وحب المعرفة وخاصة إذا تعلق الأمر بفعاليات ثقافية لبلد صديق وشقيق كالمملكة العربية السعودية. وإذا كان معرض الحرمين الشريفين قد استقبل آلاف الزوار بسبب حب الجزائريين لبيت الله الحرام ولمدينة رسول الله عليه الصلاة والسلام فإن معرض النخلة السعودية أكد حقيقة أخرى وهي ارتباط الجزائريين بهذه الشجرة المباركة التي ذكرها الله في كتابه العزيز حيث قال /والنخل باسقات لها طلع نضيد/. وقد أكد المشرفون على هذا المعرض أن عدد الزوار الجزائريين يتزايد من يوم لآخر وأن اهتمامهم بالنخلة السعودية وبأنواع التمور المعروضة كان اهتماما استثنائيا من خلال تساؤلاتهم واستفساراتهم وكذا من خلال إقبالهم على المطبوعات التي تم توزيعها في المعرض والتي أكدت اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله بالتنمية الفلاحية ولاسيما فلاحة النخيل وقد نجحت المملكة في هذا المجال نجاحا كبيرا حيث يبلغ إنتاج المملكة من التمور حاليا 18 بالمائة من الإنتاج العالمي وتسعى المملكة حسب ذات المصادر إلى بلوغ ربع الإنتاج العالمي 25 بالمائة في السنوات القادمة. ويشمل معرض النخلة الذي يتربع على مساحة كبيرة بقصر الثقافة وسط العاصمة الجزائرية على عدة أجنحة أولها جناح التمور التي بلغ عدد أنواعها المعروضة سبعين نوعا منها الرشودي والعيدية والإخلاص والبروح والحاتمي والمكتومي والمجدول والقرعاوية والمطواح والهشيشي والكبار وبرني العيسى واللبانة وفنخا. وقد اكتشف الزوار في جناح التمور نوعا يحبه الجزائريون كثيرا وهو دجلة نور التي تشتهر بها منطقة طولقة بولاية بسكرة بالجنوب الشرقي الجزائري وسبحان الله كما قال بعض الزوار فإن نفس التمرة توجد بمنطقة القصيم السعودية وقد تم عرضها وتقديمها على شكل إكراميات مع القهوة العربية الأصيلة وماء زمزم لكل من زار هذا الجناح. وفضلا عن جناح التمور فقد شمل معرض النخلة السعودية جناحا خاصا بأبحاث كلية الزراعة والطب البيطري بجامعة القصيم وقد تم تقديم هذه البحوث على شكل جداول ورسوم توضيحية تم تعليقها على الجدران توضح تطور مساحات النخيل التي تزايدت من 20 ألف هكتار عام 1986 إلى 160 ألف هكتار عام 2006 كما توضح هذه الجداول تطور إنتاج التمو بالمملكة الذي ارتفع من 9 آلاف طن عام 1980 إلى 185 ألف طن عام 2006 كما بينت هذه الجداول ارتفاع عدد مصانع التمور بمختلف جهات المملكة من 10 مصانع سنة 1985 إلى 40 مصنع عام 2000 ليبلغ العدد 60 مصنعا السنة الفارطة 2006. وأما الجناح الثالث الذي شمله معرض النخلة السعودية فهو جناح التمر في الإسلام حيث قدم الأساتذة الجامعيون المشرفون على هذا الجناح الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي ذكرت التمر وفوائده وقد وجد الزوار في هذا الجناح تحت تصرفهم آلاف المطبوعات التي تحدثت عن القيمة العلمية والغذائية والطبية لمختلف أنواع التمور. وقد أكد الدكتور عبد الرحمن الحميد المشرف العام على معرض النخلة السعودية أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله تولى عناية كبيرة لزراعة النخيل وتطوير البحوث الفلاحية في هذا المجال بغرض تحسين نوعية النخيل ورفع منتوج التمر بما يستجيب للطلب الداخلي والخارجي كذلك. وقال /الدكتور عبد الرحمن أن هذه الشجرة التي تعتبر من رموز المملكة تحظى برعاية كافة السعوديين، بالنظر لمكانتها في ديننا الحنيف واعتبارا للقيمة الغذائية لتمورها/. ومن جهتهم قدم بعض الشباب السعودي العاملون في المعرض مطبوعات ارشادية تحت عنوان تمور المملكة وهي تمور مغطاة بالشكولاتة الفاخرة ومحشوة باللوز يقدمها السعوديون في المناسبات وفي شهر رمضان الكريم في السهرات الليلية وللضيوف والأصدقاء. // انتهى // 1347 ت م