أرجع سفيرخادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية الهند الاستاذ صالح بن محمد الغامدي النهضة الاقتصادية المتكاملة التي تعيشها المملكة العربية السعودية في الوقت الحالي إلى الإصلاحات الاقتصادية السريعة التي اتخذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله و جعلت اقتصاد المملكة اكثر انفتاحاً وتنافسية وقدرة على جذب الاستثمارات الاجنبية ومهدت إلى انضمام المملكة العربية السعودية إلى منظمة التجارة العالمية في ديسمبر 2005م . وتناول السفير الغامدي في محاضرة ألقاها مؤخرا في مركز دراسات الشرق الاوسط وأفريقيا للدراسات العليا في جامعة جواهر لال نهرو بنيودلهي تحت عنوان / المملكة العربية السعودية اليوم / مختلف خطط المملكة ومشاريعها الضخمة لتنويع الاقتصاد بغية تقليل الاعتماد على البترول وجذب الاستثمارات وإيجاد المزيد من الوظائف للمواطنين . وركز في هذا الشأن على الخطط الخاصة بإقامة أربع مدن اقتصادية من شأنها أن تقود بالمملكة إلى عهد جديد من التنمية وهي مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ والمدينة الاقتصادية في المدينةالمنورةوالمدينة الاقتصادية في جازان ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل من المتوقع أن تجذب هذه المدن الاقتصادية الاربع استثمارات محلية وأجنبية تقدر بحوالي 300 مليون ريال سعودي مبيناً أن تلك المشروعات العملاقة في مختلف مناطق المملكة جزء من تخطيط مدروس لتحقيق تنمية متوازنة تشمل جميع أنحاء البلاد . وأشار إلى أن عملية التطوير والتغيير والإصلاح التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود تشمل جميع مناحي الحياة في المملكة انطلاقا من عزمه حفظه الله على تحويل المملكة إلى دولة حديثة قائمة على أسس الإسلام وقيمه الأصيلة مع تطوير قدرة الشعب السعودي على مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين. وتحدث السفير الغامدي بإسهاب عن أوجه التغيير والإصلاح في المملكة بما في ذلك تطوير نظام الحكم وتحديث نظام القضاء وتشجيع ثقافة الحوار الصريح البناء حول القضايا التي تهم الوطن والمواطن من خلال مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وتعزيز فرص مشاركة المرأة في بناء الوطن وتنميته مشيرا إلى الجهود الكبيرة والاستثمارات الضخمة التي توظفها حكومة المملكة في قطاع التعليم بهدف تهيئة الشباب لمسايرة ركب التقدم في عصر العولمة من خلال تطوير مؤسسات التعليم ونظامها ومناهجها وإنشاء المؤسسات التعليمية الجديدة من جامعات وكليات ومعاهد فنية ومراكز للتدريب التقني والمهني للبنين والبنات وإيفاد الشباب السعودي للدراسة في الخارج على نفقة الدولة في إطار برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي . وعد جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي وضع خادم الحرمين الشريفين حجر أساسها مؤخراً منارة للمعرفة وجسراً بين الثقافات. تناول سفير المملكة لدى الهند في محاضرته التطورات الاخيرة على صعيد العلاقات الثنائية بين المملكة وجمهورية الهند مشيراً إلى ان العلاقات بين البلدين شهدت نمواً غير مسبوق بعد زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله التاريخية للهند في شهر يناير 2006م والتي ادت إلى تحفيز وتسريع وتيرة التعاون بين البلدين في مختلف مجالات التجارة والاستثمار والتعليم العالي وتقنية المعلومات والاتصالات والصحة. وتطرق إلى اهم الزيارات التي تبودلت بين البلدين على المستوى الوزاري في الاونة الاخيرة وماجرى خلالها من توقيع اتفاقيات واتخاذ قرارات للارتقاء بالتعاون الثنائي إلى مستويات أعلى معرباً عن ثقته بأن تزداد الشراكة بين البلدين عمقاً واتساعاً في الايام والسنوات المقبلة. وفي حديثه عن السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية أكد السفير الغامدي ان المملكة تدعو بقوة إلى الاعتدال والوسطية والتسامح والتعايش السلمي فالاعتدال هو السمة المميزة لرؤية المملكة ومواقفها تجاه القضايا المحلية والاقليمية والدولية كافة. وأكد إيمان قيادة المملكة بضرورة إقامة جسور التفاهم بين أتباع مختلف الاديان مشبرا إلى زيارة بخادم الحرمين الشريفين إلى حاضرة الفاتيكان ولقائه مع البابا بينديكت السادس عشر ويحث معه أهمية الحوار بين الأديان والحضارات لتعزيز التسامح الذي تحث عليه جميع الأديان ونبذ العنف وتحقيق الأمن والسلام والاستقرار لشعوب العالم كافة . وفي نهاية المحاضرة اجاب السفير صالح الغامدي على الاسئلة التي وجهها عدد من الحضور تركزت في معظمها حول الاصلاحات في المملكة ودور المرأة وأوضح لهم الحقائق وصحح بعض الانطباعات الخاطئة الناشئة عن مادأبت عليه بعض الجهات الإعلامية المغرضة من نشر معلومات مغلوطة ومضللة عن المملكة . // انتهى // 1407 ت م