اختتم مجلس المجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي اليوم أعمال دورته التاسعة عشرة التي عقدت بمقر الرابطة في مكةالمكرمة برعاية خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في الفترة من 22 إلى 27 من شوال 1428ه التي توافقها الفترة من 3 إلى 8 نوفمبر / تشرين الثاني 2007م. وقد أشاد أعضاء المجمع بما تضمنته كلمة خادم الحرمين الشريفين في افتتاح الدورة وعدّوها وثيقة من وثائق الدورة ودعوا الرابطة إلى متابعة عقد مؤتمر الفتوى مؤكدين أن إقامة هذا المؤتمر ضرورة لمواجهة الاضطراب والخلل الذي أحدثه المتصدرون للفتوى من أهل الأهواء والأهداف المشبوهة والأغراض الخاصة وما أحدثته بعض قنوات التلفاز الفضائية وبعض مواقع الإنترنت من عبث وارتجال للفتوى وما تتضمنه من أحكام وأقوال غير صحيحة ينسبها أصحابها للشرع دون تمحيص ومعرفة وحذروا من خطورة ما يفعله بعض الدخلاء وأصحاب الأغراض المشبوهة من الخلط بين الرأي الشرعي والرأي العادي مما قد يلبّس على الناس دينهم، ويفتح مجالاً للتنصل من أحكام الشريعة. ودعا أعضاء المجمع علماء الأمة وفقهاءها للمشاركة في هذا المؤتمر، والتعاون مع الرابطة ومجمعها الفقهي في بحث المشكلات والقضايا التي جدت في حياة المسلمين، وتوجيه شباب الأمة ونصحهم بالرجوع إلى المجامع الفقهية وإلى دور الفتوى المعتمدة في البلدان الإسلامية، وإلى العلماء الثقات في كل أمر يحتاج إلى بيان أو فتوى شرعية. وشدد أعضاء المجمع على أهمية تعزيز المعالجة الجماعية للقضايا الفقهية، من خلال الهيئات الشرعية ومجامع الفقه ودور الفتوى، لما يتميز به العمل الجماعي من استقصاء في البحث وشمولية في النظر، كما أنه يسهم في تقليل الخلاف، حفاظاً على تآلف الأمة وجمع كلمتها، ومعالجة الاختلاف بين أبنائها، بالرجوع إلى كتاب الله العظيم، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . وناقش أعضاء المجمع الحملات العدائية التي تشنها بعض المؤسسات الثقافية الإعلامية والسياسية على الإسلام والمسلمين وإعدادها المشروعات المغرضة التي تعرض فيها بدائل عن الإسلام، وإقامة جهات أخرى معادية مناسبات للكراهية والتحريض ضد الإسلام بالإضافة إلى تصريحات بعض السياسيين التي تنتقد الإسلام وتدعو إلى محاربة ثقافته. وقد عبر أعضاء المجمع عن الاستنكار الشديد لهذا العداء لرسالة الإسلام وللمبعوث بها عليه الصلاة والسلام مؤكدين أن هذه الحملات تشيع الكراهية بين الشعوب وتسيء إلى العلاقات القائمة على التواصل والتعاون والتعايش بين أتباع الثقافات والأديان المختلفة مما يحدث توتراً وصداماً بين الناس يعيق تطلع البشرية إلى تحقيق الأمن والسلام في العالم. وطالب أعضاء المجمع حكومات الدول المسلمة والمنظمات الإسلامية وعلماء الأمة ومفكريها بالتنسيق والتعاون لمعالجة أسباب الحملات العدائية وآثارها من خلال عمل إسلامي مشترك، وبرامج علمية موضوعية بعيدة عن ردود الفعل الانفعالية وأثنوا على إنشاء رابطة العالم الإسلامي " برنامج نصرة نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم " وعلى ما أنجزه من مهام وعلى خطابه الموضوعي في الرد على الحملات العدائية، ودحض الشبه التي تثيرها ضد الإسلام وخاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام وجهود البرنامج في عرض الصورة الصحيحة للإسلام على غير المسلمين. وبين أعضاء المجمع أن الحوار مع غير المسلمين والأداء الإعلامي المدروس في مخاطبة عقولهم والإحسان في عرض محاسن الإسلام ومبادئه في التسامح والتعاون والعدل والأمن والسلام من الوسائل المفيدة في التصدي للحملات العدائية، وبيان زيفها وخطرها على العلاقات بين الأمم وعلى الأمن والسلام في العالم. و أثنى الأعضاء على مبادرة رابطة العالم الإسلامي في عقد ندوات الحوار الموضوعي المتكافئ مع القيادات الثقافية والدينية والسياسية والأكاديمية ومراكز البحوث في عدد من دول العالم ودعوا الرابطة إلى الاستمرار في عقد ندوات الحوار ومؤتمراته مؤكدين أن الحوار نافذة واسعة للتعريف بالصورة الصحيحة للإسلام، مع الرد على الشبهات والافتراءات التي تثار ضده. // يتبع // 1553 ت م