واصل المجلس التنفيذي لهيئة التنسيق العليا للمنظمات الإسلامية جلسات اجتماعه اليوم برئاسة معالي الامين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي وذلك بمقر رابطة العالم الإسلامي في مكةالمكرمة . ودعا معالي الدكتور عبدالله التركي في كلمة وجهها لأعضاء المجلس للنظر في المشكلات المتصلة بالعلاقات الإسلامية الإسلامية وعلاقة المسلمين بالآخر ولاسيما في البلدان الغربية مؤكداً على عدد من الضرورات التي ينبغي الأخذ بها في مجالات العمل الإسلامي المشترك ومنها تأهيل المحاورين والدعاة تأهيلاً مناسباً للقيام بواجبات رسالة الإسلام والإيمان بأن مشكلات الأمة ستنتهي بحلول مناسبة ماتمسكوا بثوابت النهج الإسلامي كما انتهت أزمات الأمة عبر تاريخها بما أعاد للمسلمين عزتهم مشيراً إلى الحقبة الصليبية التي امتدت قروناً ، وانتهت بانتصار المسلمين وكذلك كانت نهاية الحقبة الاستعمارية في القرن العشرين. وحث المنظمات الإسلامية للأخذ بأسباب العزة في كل الظروف وتحمل صعوبات ومشكلات تتصل بتيارات العولمة وطبيعة الهيمنة الدولية مؤكداً ضرورة تعاون المنظمات الإسلامية الشعبية في مهامها مع المنظمات والمؤسسات الحكومية في تحقيق برامج العمل المشترك. بعد ذلك ناقش المجلس ثلاث أوراق عمل قدمها فضيلة الأمين العام المنتخب لهيئة التنسيق العليا للمنظمات الإسلامية، الدكتور محمد جميل خياط وهي: الورقة الأولى / وضع استراتيجية الشراكة الحضارية للمسلمين / الورقة الثانية / الحفاظ على هوية الأمة الإسلامية وشخصيتها / الورقة الثالثة / نشر المفاهيم الصحيحة لتصحيح صورة الإسلام والمسلمين في العالم / . واستنبط المجلس خلال مناقشته أوراق العمل الثلاث ضوابط العمل الإسلامي الذي يحقق الشراكة الحضارية والحفاظ على هوية الأمة وتصحيح صورة الإسلام، مؤكدين خلال ذلك على أن خصوصية الحضارة الإسلامية المؤمنة بالله لها أكبر الأثر في رفع مستوى الإنسان وتحريره من طغيان أي سلطان بشري والنزعة الإنسانية المؤدية إلى العالمية جعلت مختلف الشعوب والأعراق تسهم في الحضارة الإسلامية فجعلتها حضارة عالمية والسمة الخلقية ميزة ارتقت بها الحضارة الإسلامية عن بقية الحضارات وعالمية الحضارة الإسلامية تسهل تعاون المسلمين مع غيرهم في الحضارات الأخرى و شمولية الحضارة الإسلامية اهتمت بجميع جوانب حياة الإنسان روحه وجسمه وعقله ووجدانه فلبت كل احتياجاته والوفاء بالعهود والعقود ركن أساس في قيام الحضارة والقيام بالعدل وإقامة دولة القانون وحماية الإنسان وحفظه يحرم نهج تصفية الحسابات وهذه أعلى درجات التسامح. وحث المجلس المنظمات الإسلامية على نقل عوامل الحفاظ على هوية الأمة وشخصيتها إلى ضمائر المسلمين ونفوسهم مبرزاً ضرورت التأكيد على ثوابت الهوية الإسلامية التي في مقدمتها التمسك بالعقيدة الإسلامية وجعلها المرجعية الأساسية في حياة الأمة و الاعتزاز بالتراث الإسلامي والقراءة الواعية له و العناية باللغة العربية فهي من المقومات الأساسية للثقافة والحضارة الإسلامية والحارسة لها، وضرورة الاهتمام بتعريب ما يستجد من ألفاظ ومصطلحات في كل المجالات وغرس الثقة في نفوس المسلمين والاعتزاز بإسلامهم وحضارتهم والعمل على تحقيق مسؤوليات التمكين في الأرض وواجباته و التأكيد على أن السنة النبوية هي مصدر أساس من مصادر العقيدة والشريعة الإسلامية. وفي مجال العمل على تصحيح صورة الإسلام في العالم أكد أعضاء المجلس خلال مناقشاتهم على ضرورة تصحيح ما ورد في المناهج الدراسية الغربية عن الإسلام والمسلمين من مغالطات وأكاذيب بالإضافة إلى إعادة النظر في الكتب التاريخية والأدبية والعلمية ولفت الأعضاء إلى ضرورة معالجة قضية المصطلحات والمفاهيم لفهم أي علم أو موضوع فكلما كانت تلك المفاهيم أو المصطلحات واضحة كان الموضوع أو العلم كذلك . ومن المقرر أن يستأنف المجلس التنفيذي لهيئة التنسيق العليا للمنظمات الإسلامية أعماله يوم غد الثلاثاء لينهي اجتماعاته بجلسة ختامية يعلن فيها ما توصل إليه من قرارات وتوصيات. // انتهى // 1440 ت م