شهد البرلمان الأوروبي في بروكسل جلسة سماع ساخنة اليوم الثلاثاء بشان تداعيات توصيات مقرر مجلس أوروبا السناتور السويسري ديك مارتي / حول المعتقلات والرحلات السرية التي أقامتها ونفذتها الأجهزة الأمنية الأمريكية والأوروبية والأطلسية في أوروبا خلال الاعوام الماضية وضمن ما يعرف بادرة أزمة الإرهاب / . واستمعت لجنة الحريات العامة للبرلمان الى النائب السويسري الذي اكد مجددا امام النواب الأوروبيين ما أورده في تقريره المثير والذي نشر في الثامن من يونيو الماضي. واكد النائب السويسري ان كافة الأدلة والمعطيات السرية والمعلن عنها والتي تحصل عليها مباشرة بعد نشر تقريره أكدت بشكل لم يعد يترك أي مجال للشك بوجود معتقلات سرية في أوروبا تديرها الأجهزة الأمريكية ضمن الحملة الحالية ضد ما يعرف بأزمة الإرهاب والعنف السياسي. كما بين ان الأجهزة الأمريكية نظمت مئات الرحلات السرية بعلم الدول الأوروبية. وقال للنواب الأوروبيين ان الأمر الذي يدعو للحيرة حاليا هو ان الإدارة الأمريكية وبمختلف أجهزتها أقرت علنا بالقيام بأنشطة غير مشروعة في أوروبا ولكنها بررتها بكونها ضرورية لمكافحة الأنشطة الإرهابية. ولكن وفي المقابل فان الأوروبيين هم الذين يرفضون الاقرار بذلك. وتوقع ديك مارتي مزيدا من المتاعب للمسئولين الأوروبيين على كافة المستويات بسبب إصرارهم على المضي في رفض الحقائق بالرغم من ان مكتبي الادعاء في ميلانو بايطاليا وفي ميونيخ بألمانيا اقرا علنا ورسميا بالأنشطة السرية. وتعرض النائب السويسري لانتقادات مباشرة ولاذعة من قبل عدد من النواب الذين يمثلون رومانيا وبولندا وهما الدولتان اللتان ورد اسميهما على كونهما تعاونتا بشكل كبير مع الأجهزة الامنية الأمريكية. وقال النائب السويسري ان ايطاليا والمانيا والسويد وبريطانيا ايضا قدمت دعما كبيرا للاجهزة الامريكية. واوضح انه وفي المقابل فان جمهورية البوسنة وكندا هما الدولتان اللتان اقرتا بمثل هذا التعاون وتقدمتا باعتذار. واشار النائب السويسري الى الأهمية القصوى للدور الذي قام به حلف شمال الأطلسي في هذه الحيثيات طول الخمس سنوات الماضية وتفعيل الناتو للمادة الخامسة لميثاقه التي أتاحت للدول الأعضاء بتجاوز كافة إطر القانون والتشريعات. كما وجه انتقادات مباشرة لسياسة الاتحاد الأوروبي في تصنيف المنظمات والأفراد بتهمة الإرهاب دون نشر الأدلة والمسببات وقال ان محكمة العدل الأوروبية أبطلت هذه السياسة الأوروبية في جزء واسع منها. وحذر ديك مارتي من مغبة الاستمرار في تجاوز التشريعات ودولة القانون وقال ان هذا السلوك يمنح الإرهابيين نفس مستوى الخيار الذي تتعامل به الحكومات الأوروبية والولايات المتحدة أي تجاز الاطار الشرعي . // انتهى // 1635 ت م