تحتضن الجزائر حاليا الملتقى الدولي للقيادات الدينية الإسلامية والمسيحية حول محاربة السيدا / الايدز / بمشاركة خمس عشرة دولة عربية بإشراف مكتب برنامج الأممالمتحدة من أجل التنمية بالجزائر . ويهدف هذا اللقاء الإنساني حسب الممثل الأمميبالجزائر" مارك ديستان دبرنيس " ، إلى التوعية بخطورة الإيدز على مستقبل الأجيال وكيفية مواجهة هذا الخطر الذي لا جنسية ولا حدود له، وكذا التفكير الجماعي والتعاون على تبني استراتيجية عربية من شأنها تطويق هذا المشكل أو على الأقل الحد من تأثيراته السلبية، وأخيرا تقديم الدعم المادي والمعنوي والفكري اللازم للمجتمع المدني الذي يسعى منذ سنوات إلى إيجاد حلول ملائمة لتجنيب المجتمع في الوطن العربي أو خارجه من كارثة إنسانية بسبب فيروس السيدا، الذي لا يفرق بين الأجناس والأعراق ولا بين الصغير والكبير. وقد تميز اليوم الثاني للمؤتمر الذي بدا اعماله الاثنين الماضي ويختتم اعماله غدا الخميس بالكلمة التوجيهية التي ألقاها الرئيس الشرفي لهذا اللقاء ، الدكتور أبو عبد الله غلام الله، وزير الشؤون الدينية والأوقاف بالجزائر، الذي أكد أن بلاده سخرت كل ما تملك من إمكانيات للحد من تزايد هذا المرض الخطير، وقال بأن وزارته تسعى ضمن استراتيجية مدروسة إلى توعية الجزائريين عبر المساجد التي تستقبل كل يوم جمعة عشرين مليون جزائري . وشدد الوزير الجزائري على أهمية التعاون الدولي في هذا المجال وخاصة في ظل تداخل المجتمعات وتزايد ظاهرة الهجرة غير الشرعية الأمر الذي يزيد من خطورة الأمر. وقال ان الجزائر تضع بين أيدي المشاركين كل ما يريدون من أجل محاربة مرض السيدا، الذي أصبح هاجسا يزعج البشرية جمعاء . واختتم بالقول، أن الإسلام وضع كل الضمانات لحماية المجتمع من الانحراف العقدي والأخلاقي والسلوكي، والواجب هو الالتزام بجوهر هذا الدين الذي كرم الله عزوجل به عباده. من جهتهم، أكد الخبراء والقيادات الدينية الإسلامية والمسيحية على ضرورة بذل المزيد من الجهد وتجسيد المزيد من التعاون بين مختلف الشرائح الاجتماعية خدمة للمريض وإنقاذا لملايين البشر المصابين بهذا الداء القاتل . وشددوا على أهمية تشجيع المنظمات الوطنية والإقليمية ودعمها بمختلف الوسائل المساعدة على تدارك الخطر. وبهذا الشأن وعد الممثلون الأمميون بالاستجابة لكل المطالب الممكنة تجسيدا لروح التعاون القائمة بين مختلف الشعوب والعقائد والديانات وتنفيذا للالتزامات التي أكدتها اللقاءات الأممية العربية السابقة، أولها إعلان القاهرة للقيادات الدينية لمواجهة وباء الإيدز والذي عقد شهر ديسمبر عام 2006، وبعده إعلان طرابلس المنبثق عن ملتقى هذه القيادات الذي انعقد شهر مايو من السنة الماضية 2006، حيث أكدت هذه اللقاءات في مجملها على تكريم الله عزوجل للإنسان وللنفس البشرية، ومن هذا المنطلق وجب على الجميع حماية هذه النفس وبذل الجهد المطلوب لدرء الخطر وإبعاد المفسدة، وتلك من أقدس الواجبات في ديننا الحنيف. وينعقد ملتقى الجزائر حسب القائمين عليه في إطار تنمية قدرات القيادات الدينية، من المسلمين والمسيحيين في الوطن العربي ، وقد تجاوز عددهم في هذا الملتقى الدولي 75 مشاركا، يمثلون مختلف الهيئات الدينية والاجتماعية والثقافية في خمس عشرة دولة عربية حيث يعتبر اللقاء في نظر الخبراء محطة هامة في مسار تقييم الجهد العربي المشترك لمواجهة مضاعفات فيروس السيدا، الذي أصاب حتى الان حوالي 600 ألف نسمة بالوطن العربي بمعدل تزايد سنوي مخيف وصل إلى حد 68 ألف إصابة جديدة عام 2006 وحده، حسب آخر إحصائيات سجلها برنامج الأممالمتحدة الإنمائي. ومن المنتظر أن يخلص الملتقى الأممي مساء غد الخميس إلى جملة من التوصيات أهمها تسخير كافة وسائل الإعلام وكذا المؤسسات الدينية وفي مقدمتها المسجد إلى جانب المؤسسات الثقافية والاجتماعية والرياضية لمواجهة داء العصر، أو مرض القرن كما يسميه الأطباء. //انتهى// 0105 ت م