كشف وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة عن سعي الوزارة لزيادة مراكز المشورة السرية لمكافحة «الايدز»، لما وجدته من دعم مجتمعي لهذه الخطوة التي حافظت على خصوصية المتعالج، مؤكداً أن الإحصاءات أثبتت تناقص أعداد المصابين في المملكة. ورأى وزير الصحة أن «عيادات المشورة سابقة مميزة ليست في الخليج العربي فقط بل في كل المنطقة العربية، وهناك إقبال عليها نظراً إلى سريتها وخصوصيتها، وللحفاظ على كرامة المتعالجين والمصابين، والحد من انتشار هذا المرض، وسيكون للمركز انعكاس إيجابي على المرضى». وقال رداً على سؤال ل «الحياة» عن تضارب الإحصاءات المقدمة عن أرقام مصابي الأيدز في المملكة: «الأرقام المكشوفة عن المرض صحيحة، والمؤشر بحسب جمعية مكافحة الايدز في تناقص من ناحية الأرقام خلاف ما يشاع في بعض الأحيان». وزاد الربيعة الذي افتتح الملتقى السعودي لاتحاد الدول العربية في مكافحة الإيدز في الرياض أمس، أن المملكة ترعى دائماً المؤتمرات كافة التي تهم المنطقة، وهذا التجمع بدأ منذ 6 أشهر لمكافحة الايدز واعتمد من المجلس التنفيذي لوزراء الصحة العرب، على أن تقوم المملكة بهذا الدور، وان تصدر وثيقة عربية لمكافحة الايدز. وشدد على أنه لا خلاف بين عمل «الصحة» ووزارات أخرى كوزارة التربية والتعليم: «بين وزارتي الصحة والتربية عمل كثير، ووزارة التربية تشارك في اللجان الصحية، وهناك نشاط كبير تقوم بها الصحة المدرسية، ويوجد اتفاق بين الوزارتين لنشر مفهوم جديد لتعزيز الصحة الشاملة». وعن الجهات التي تقوم بالأدوار المختلفة تجاه المصابين بالمرض، أكد الربيعة أن هناك تنسيقاً بين وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية، فالأولى تتحمل العلاج والثانية تتحمل أشياء أخرى من اختصاصها، مع تركيز الجهتين على توعية فئات الشباب والمستهدفين الأكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة. من جهته كشف وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي الدكتور زياد ميمش أن الملتقى السعودي لاتحاد الدول العربية في مكافحة الأيدز الذي تنظمه المملكة، سيوصي بتوفير بيئة مناسبة وملائمة لدمج عدد من القطاعات والوزارات ذات العلاقة لتطبيق استراتيجية الحد من انتشار عدوى فيروس نقص المناعة. وأضاف في ورقة عمل قدمها أمس: «تبنّي المملكة للملتقى السعودي لاتحاد الدول العربية لمكافحة الإيدز يعد خطوة مميزة تسهم في توحيد استراتيجية عربية للحد من انتشار عدوى فيروس نقص المناعة، وتحديد أنواع الدعم النفسي والاجتماعي للمتعايشين مع الفيروس وأسرهم، ووضع المنطقة من النواحي الدينية والاجتماعية والثقافية، والعادات المجتمعية». وأكدت ممثل منظمة الصحة العالمية المكتب الإقليمي لشرق المتوسط جمانة هرمز أن منظمة الصحة العالمية تبنت بموافقة وإجماع جميع وزراء الصحة في إقليم شرق المتوسط استراتيجية إقليمية خلال الستة أعوام المقبلة لاستجابة القطاع الصحي لجائحة فيروس الأيدز، لافتة إلى أن الاستراتيجية تبنّت الإنجازات السابقة كافة. وأضافت أن هذه الاستراتيجية ترتكز في تنفيذها على الوصول إلى الفئات الأكثر عرضة والمتعايشين مع فيروس الأيدز، ومشاركة المجتمع المدني والجمعيات الأهلية. وتابعت: «هذه الاستراتيجية تهدف إلى تأمين العلاج على الأقل إلى 50 في المئة ممن يحتاجونه والوصول على الأقل 20 في المئة من الفئات الأكثر عرضة». واستعرضت المديرة الإقليمية لبرنامج الأممالمتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية الأيدز الدكتورة هند الخطيب تجارب بعض الدول العربية في توفير برامج تستهدف خدمة مرضى الأيدز ضمن أفضل الممارسات بالمنطقة العربية منها تجربة الجزائر، ومؤتمر دبي 2010، والمبادرة السعودية لمكافحة الأيدز في دول مجلس التعاون 2011، مشيرة إلى الدعم المادي العالمي لمواجهة هذا الوباء. وشددت على استحداث خطط استراتيجية بالمنطقة العربية وتطبيقها على أرض الواقع، لافتة إلى أن الهدف العالمي هو الوصول إلى الرقم صفر في تسجل حالات جديدة، وعدم تسجيل أية حالة وفاة بهذا المرض، وإزالة التميز والوصمة ضد المتعايشين مع الفيروس. وأشارت إلى أن الهدف العالمي حتى عام 2015 هو الوصول إلى 50 في المئة من الإصابات، وتطبيق الاستراتيجيات على أرض الواقع. الرياض: فحص 6 ملايين عينة «مخبرية»