جددت التقارير العلمية التقنية تحذيرها من انهيار نظام الشبكة الدولية للمعلومات الآلكترونية / الانترنت / بسبب تفاقم حجم تدفق المعلومات والبيانات المحملة عبر الشبكة والتي تحتوي معظمها على صور وأفلام تسجيلية شكلت أحمالا متزايدة عليها . وقالت تلك التقاير إنه في بداية تسعينيات القرن الماضي اعتاد مستخدمو الانترنت على ارسال رسائل بريد الكتروني لم يزد حجم معظمها على عدة كيلوبايتات فيما لم يتجاوز حجم المعلومات المتدفقة عبر الخطوط التي تحمل بيانات الانترنت في امريكا وحدها على عدة تيرابايتات/ التيرابايت يساوي تريليون.. أي ألف مليار بايت/.. واستمر نمو حجم الشبكة بمقدار مرتين سنويا لعدة سنوات قبل بداية الألفية الحالية. واوضحت التقارير التي بثتها إذاعة البي بي سي البريطانية اليوم أن منتصف التسعينات الميلادية شهد ظهور مواقع للانترنت حافلة بالصور.. واختراع أجهزة تشغيل الملفات الموسيقية المعروفة ب/ إم بي 3 /.. وعندها تحول مستخدمو الانترنت لإرسال وتبادل أحجام أكبر من المعلومات والبيانات بسبب الصور والملفات الموسيقية عالية المحتوى والحجم.. مما أدى لتضخم محتوى وثقل الانترنت بصورة مذهلة بمرور السنين . ومع بدايات عام 2003م عمد المستخدمون لتحميل وتبادل ملفات ضخمة تحمل تسجيلات فيديو بالصوت والصورة مما ضاعف الضغط على حجم الشبكة.. لاسيما مع ظهور مواقع متخصصة لذلك. من جهته قال فيل سميث وهو خبير بشركة /سيسكو/ إحدى أكبر منتجي أجهزة توزيع الإشارات اللاسلكية للانترنت في العالم/ إن حجم البيانات التي يرسلها موقع يوتيوب المتعلق بتسجيلات الصورة والصوت في يوم واحد يساوي حجم 75 مليون رسالة بريد الكترونية.. مشيرا الى أن الشبكة تواجه تحديا كبيرا بسبب النمو الذي لم يسبق له مثيل/. وحذر سميث من وقوع أخطاء عندما يشغل المستخدم تسجيل فيديو على الانترنت.. مشيرا الى ان الرسالة البريدية يمكنها أن تتأخر أو تتباطأ بدون ان يلاحظ المستخدم.. وعليه فلن يكون الفرق كبيرا بين أن تستغرق عشر ثوان او أن تطول المدة لأحدى عشرة ثانية.. أما في ملف الفيديو فالأمر مختلف حيث أن التأخير يظهر فورا في صورة خلل. واكد أن شركة /سيسكو/ بصدد صنع أجهزة بمقدورها معالجة 92 ألف تريليون معلومة في الثانية الواحدة. وعلق على ذلك بيل تومسون وهو خبير في الاتصالات قائلا/ إنه مع بدايات الإقبال على الانترنت وشيوع استخدامه تم استثمار مليارات الدولارات حول العالم في مد شبكات لنقل إشارات الانترنت مما زاد من قدرة الشبكة على استيعاب المزيد من البيانات وتزايد حجم التوسع مع حدوث المشكلات التي صاحبت الانتقال إلى الألفية الجديدة بنهاية عام 1999م/. واشار في ذلك الصدد إلى ان الأمر تطور بعد ذلك لاستخدام الألياف الضوئية ذات السرعات العالية والتي ساعدت بدورها على زيادة قدرة الشبكة.. مبينا أنه يمكن زيادة سعة شبكات الألياف الضوئية لتتحمل كميات لا حدود لها من البيانات. // انتهى // 2145 ت م