تختلط الأمور على المستخدمين عند الحديث عن ال «IPTV» أو تلفزيون الإنترنت، نظرا لتشابك المفاهيم بين التلفزيون الرقمي وتلفزيون الانترنت، فلم يتخيل كثيرون أنهم سيتمكنون من مشاهدة ما يريدون من برامج وكل ما يروق لهم عبر أجهزة استقبال وأجهزة تلفزيونات دون الحاجة إلى طبق يستقبل الإشارات وترددات البث الفضائي عبر الأقمار الصناعية. فخدمة «IPTV» أو تلفزيون بروتوكول الإنترنت» تعتبر نظاما قائما على توفير خدمة بث تلفزيوني رقمي باستخدام بروتوكول الإنترنت «IP» أي عبر شبكات الكمبيوتر والإنترنت، والتي كثيرا ما تعمل باستخدام بنية تحتية وخطوط انترنت ذات نطاق عريض « broadband «, وبشكل عام فإن الفرق الأساسي بين نظام «IPTV» ونظم التلفزيون التقليدية هو استخدام شبكات الحاسوب والإنترنت بدلا من طرق البث التقليدية لإيصال المادة المرئية للمشاهدين. ويرى خبراء أن ما يميز خدمة تلفزيون الإنترنت هو توفير خدمة الفيديو حسب الطلب « Video on Demand», وذلك بالترافق مع خدمة الصوت عبر الإنترنت «VOIP» مع القدرة على الوصول إلى الإنترنت, كما تتيح بعض الشركات المزودة لهذه الخدمة للمشاهد اختيار ما يريد مشاهدته خلال فترة زمنية محددة عبر طلبه وبتكلفة منخفضة, وتتميز بتوفير إمكانية تسجيل وعرض ما لم يستطع المستخدم مشاهدته ، إضافة إلى إمكانية مشاهدة القناة وتسجيل برنامج آخر عبر قناة أخرى في نفس جهاز الاستقبال. فقد شهدت الأعوام العشرة الأخيرة ولادة تقنية التلفزيون عالي الوضوح «HDTV» والتي تتيح عرض محتويات الفيديو عالية الوضوح المرسلة عبر الأقمار الاصطناعية، وقد كان لها دورها في دفع عجلة التطور الذي تشهده ساحة البث التلفزيوني، وكانت آخر ثمار هذا التطور هو ظهور تقنية تلفزيون الإنترنت «IPTV». ويؤكد محللون في مجال البث التلفزيوني عبر الإنترنت أن « IPTV « هو الاتجاه الجديد بالنسبة لمستقبل البث التلفزيوني, حيث يتم استخدام جهاز استقبال صغير يوصل عبر شبكات الإنترنت, ويكون هذا الجهاز مسؤولا عن إعادة تجميع حزم البيانات المرسلة من مزود الخدمة, ومن ثم فك تشفيرها للحصول على محتويات الفيديو المرسل، وقد يكون من الممكن تضمين هذا الجهاز ضمن الكمبيوتر ليقوم بهذه الوظيفة، إلا أن الأمر سيتطلب عندها إبقاء الكمبيوتر في وضعية التشغيل كي لا يحدث انقطاع في العمل, ويعتبر استخدامها عبر أجهزة الكومبيوتر هو انتهاك للخصوصية وحقوق النشر لدى القنوات ومزودي الخدمة في الوقت الحالي. وتمر محتويات كافة القنوات التلفزيونية بنظام لمراقبة هذه المحتويات وتشفيرها عند الضرورة، ويتم عادة الاعتماد على تنسيق «MPEG-2» أو أحد الأنساق المعتمدة لعرض الفيديو، ويتم بعدها تجزئة المحتويات الرقمية إلى مجموعات وحزم من البيانات يتم بثها باستخدام بروتوكول الإنترنت «IP»، وتتضمن هذه الحزم كافة أنواع البيانات كالصورة والصوت والبيانات الأخرى، إضافة إلى محتويات الفيديو. وبدلا من الاعتماد على الاتصال بأكثر من شبكة واستخدام أكثر من جهاز استقبال «LNB» على طبق الاستقبال, ستكون كافة أنواع البيانات التي تتطلبها متوافرة عبر الاتصال بشبكة «IPTV» التي ستحل محل شبكات الأقمار الصناعية الأخرى قريبا, ويقوم مزود الخدمة بتوفير محطة البث اعتمادا على وسائل ضمان الجودة «QoS» أو» quality of service» والتي تتحكم ببث القناة لمنع حدوث أي تأخير في وصول المحتويات أو انقطاع في الإشارة التلفزيونية. البنية التحتية الجديدة لمزودي خدمات الإنترنت العالية السرعة مثل اتصالات الإنترنت عبر الأقمار الصناعة او عبر الألياف البصرية تدعم انتشار خدمة «IPTV» كونها تقدم اتصال إنترنت سريع ومستقر إلى حد ما. وفي هذا السياق قال محمد اللحيدان أحد مستخدمي هذه الخدمة: « اشتركت بهذه الخدمة أثناء دراستي في الخارج مقابل مبالغ زهيدة وأبرز ما جذبني لها هو إمكانية استخدام خاصية الفيديو حسب الطلب والتي مكنتني من اختيار و طلب مشاهدة محتوى الفيديو من خلال مكتبة واسعة من أفلام الفيديو والبرامج بكافة أنواعها ووقت ما أشاء». وأضاف: إن هذه الخدمة توفر إمكانية تسجيل و استرجاع البرامج التي لم يتم مشاهدتها وقت عرضها, كما تمكن من الوصول إلى إعادة تشغيل البرامج التلفزيونية خلال عدة أيام سابقة مثل المسلسلات والمباريات وغيرها, فضلا عن احتوائها على دليل برامج إلكتروني والذي يسهل معرفة ما يمكن مشاهدته قبل عرضه بأيام عبر توفير موعد العرض ونوع البرنامج والتصنيف حسب الفئة السنية للمشاهد, ونبذة مختصرة عن الفيلم او البرنامج المعروض. وأكد عبدالرحمن المكري الباحث في مجال التقنية أن خدمة تلفزيون الانترنت تواجه بعض المعوقات ، حيث تتركز في اعتمادها على الإنترنت كوسيلة للاستخدام , أي أن أي انقطاع او خلل في الاتصال بالإنترنت يوقف الخدمة, إلا إن البنية التحتية الجديدة لمزودي خدمات الإنترنت العالية السرعة مثل اتصالات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية او عبر الألياف البصرية تدعم انتشارها كونها تقدم اتصال إنترنت سريع ومستقر إلى حد ما. وأضاف المكري «أن من المعوقات التي تؤثر على انتشار الخدمة ايضا هي مسألة إدارة الحقوق الرقمية» Digital Rights Management DRM»، وكيف يمكن لمقدم الخدمة تقييد الدخول أو الوصول إلى التلفزيون الإنترنت من قبل أي شخص باستثناء المشتركين, فقد انتشرت في الفترة الأخيرة كثير من الأجهزة الخاصة بكسر شفرات القنوات الفضائية المعتمدة على شبكات الإنترنت، إضافة إلى كيفية تقييد قدرات المستخدمين من نسخ وتوزيع المحتوى المعروض من خلال أجهزة استقبال «IPtv» والتي تكون أغلبها محمية بحقوق البث والنشر».