أكدت الصحف المصرية الصادرة اليوم ان الأمة العربية تلقت في مثل هذا اليوم منذ أربعين عاماً ضربة قوية غادرة من جانب إسرائيل التي أقنعت العالم حينئذ ان العرب يحاولون إلقاءها في البحر فإذا بها تبتلع كل أراضي فلسطين وسيناء مصر وجولان سوريا وجنوب لبنان بعد تدمير الجيوش العربية في ستة أيام. وقالت لقد حاولت إسرائيل طوال السنوات الأربعين رغم حرب أكتوبر إيهام العرب بأنها كانت وحدها صانعة النصر في حرب الأيام الستة بينما الحقيقة أنها كانت مخلب قط للقوي الأجنبية التي فشلت مؤامرتها خلال الخمسينيات والستينيات في إخضاع الأمة العربية وإدخالها مناطق النفوذ والأحلاف الاستعمارية. وشددت على ان القوي نفسها استغلت هزيمة يونيو 67 في ضرب آمال الوحدة مصدر قوة الأمة العربية وعملت علي إضعاف القدرات العربية عن طريق إثارة الحروب والنزاعات الداخلية التي أدت إلي تمزيق الجبهة وتفتيت الأمة إلي الدرجة التي نراها الآن مشيرة الى ان مؤامرة 5 يونيو لم تتم فصولاً لأن إسرائيل التوسعية الطامعة مازالت موجودة في المنطقة والقوي الحليفة لها استطاعت بخديعة الصداقة للعرب أن تدخل من الباب ولم تخرج بعد. وفي الشأن العراقي علقت الصحف المصرية على تصريح الجنرال الأمريكي /ريكاردو سانشيز/ القائد السابق لقوات التحالف في العراق الذي وجه صفعة قوية للمشروع الأمريكي في العراق وأكد في حكم قاطع وواضح أن علي أمريكا أن تنسي إمكان تحقيق النصر في العراق وأنها قد تتمكن من الافلات من الهزيمة إذا ما سارت الأمور منذ الآن علي النحو الصحيح سياسيا واقتصاديا وإذا ماتسني وجود قيادة عراقية جديدة. ورأت ان أهمية توصيف /سانشيز/ الوضع الراهن في العراق تكمن في أنه الذي قاد قوات التحالف في خلال السنة الأولي من الاحتلال الأمريكي للعراق ولم يراوغ ويحمل الآخرين وحدهم مسئولية الفشل الأمريكي وإنما اعترف بأنه شخصيا ارتكب أخطاء في العراق. وخلصت الى ان الإدارة الأمريكية أدركت بعد فوات الأوان الفشل الجسيم لممارستها في فترة مابعد غزو العراق واحتلاله ومن ثم تحاول منذ شهور مراجعة مواقفها السابقة وإن كانت لم تعترف صراحة بفشلها وليس أدل علي ذلك من جهود واشنطن لتحقيق المصالحة الوطنية في العراق بما ينطوي عليه ذلك من العودة إلي تصحيح المعادلة السياسية التي شابها الاختلال باستبعاد السنة وكان هذا ما أعلنه بوضوح وزير الدفاع الأمريكي جيتس إبان زيارته الأخيرة لبغداد فقد دعا إلي ضرورة مد يد التعاون للسنة وانه لم يعد ممكنا أن تستمر المغامرة العسكرية الأمريكية في العراق حتى لا تغرق المنطقة في مستنقعات الفوضي الشاملة. //انتهى// 0936 ت م