رحبت الصحف المصرية اليوم بقرار وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم الطارئ الذي عقد الاسبوع الجاري والذي دعا الى ضرورة كسر الحصار على الشعب الفلسطيني لانه لم يكن حصارا بقرار دولي من مجلس الامن ومع ذلك التزمت به الدول العربية حتى لاتواجه الغضب الامريكي. وشددت على ان كسر الحصار رغم اهميته في دعم الشعب الفلسطيني على الصمود امام العدوان الاسرائيلي هو خطوة اولى في طريق طويل ينبغي على العرب الخوض فيه بارادتهم الحرة حتى يعود اليهم دورهم وتأثيرهم على المسرح الدولي. واهتمت الصحف بالإشارات الواردة من واشنطن ولندن حول إمكانية فتح قنوات اتصال مع إيران وسوريا للمساعدة في تهدئة أعمال العنف بالعراق. وقالت ان مثل تلك الاشارات تعكس العديد من الدلالات المهمة وهي إعتراف الإدارة الأمريكية بمأزقها في العراق والذي كان الورقة الحاسمة في هزيمة الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي وتأكيد أن الولاياتالمتحدة المتحكم الرئيسي في تفاعلات المعادلة العراقية لم تنجح في مفردها في توجيهها تلك التفاعلات صوب الأمن والاستقرار وتحقيق أهداف واشنطن في إقامة عراق ديمقراطي ومستقر بعد أن اعتمدت علي منطق الطائفية والقوة العسكرية وحدها مشيرة الى ان أنها قد تضطر في نهاية المطاف تحت منطق الواقعية السياسية إلي إجراء محادثات مباشرة مع من تسميهم بدول محور الشر وهما سوريا وإيران واللتان تتمتعان بنفوذ كبير في العراق وذلك في محاولة منها للخروج من المأزق الحالي والذي يتزايد يوما بعد الآخر مع تصاعد دوامة العنف اليومية ومخاطر حرب أهلية غير معلنة في ظل استمرار تعثر خطوات العملية السياسية. ورأت انه وأياً كانت جدية أو مغزى هذه الاتصالات بين واشنطن وكل من طهران ودمشق فانه من المؤمل أن يكون الهدف الأساسي منها هو مصلحة العراق العليا والحفاظ علي وحدته واستقراره وعدم التدخل في شئونه الداخلية ووقف نزيف الدم اليومي ودفع خطوات العملية السياسية وأن تكون خطوة في اتجاه تصحيح واشنطن لسياساتها في العراق كما توصي بذلك لجنة دراسة العراق وليست محاولة للخروج من مأزقها أو أن تخضع للاعتبارات السياسية وتشابكات المصالح الإقليمية. وفي الشأن الفلسطيني قالت الصحف المصرية انه إذا انتهت الجهود الراهنة بين حركتي حماس وفتح بتشكيل حكومة وحدة وطنية فإن ذلك سيدشن عهدا فلسطينيا جديدا بالفعل علي حد قول رئيس الوزراء الفلسطيني السابق أحمد قريع وخطوة مثل هذه سيكون لها انعكاساتها المهمة ليس فقط علي مستوي الداخل الفلسطيني خاصة تعميق حالة التوافق الوطني بين الفصائل والقوى الفلسطينية ولكن أيضا على مستوى العلاقة مع الخارج وذلك لان خطاب فلسطيني واحد تجاه العالم الخارجي أفضل بالتأكيد من خطابين متمايزين. //يتبع// 1112 ت م