قالت الصحف المصرية اليوم ان اللجنة الرباعية الدولية المختصة بعملية السلام في الشرق الأوسط والتى اجتمعت ببرلين أمس لبحث ما سمي بالمستجدات في المنطقة انجرفت عن مهمتها الرئيسية إلي مهمة اخرى وهى معاقبة الشعب الفلسطيني على عدم رضوخه لشروط إسرائيل ورفضه الاستسلام لمخططاتها التوسعية. ولفتت الى ان مصر طلبت ممثلة في وزير خارجيتها من اللجنة الرباعية اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف الاعتداءات الاسرائيلية الوحشية ضد الشعب الفلسطينى اتساقا مع واجبها في تهيئة الأجواء المناسبة لدفع عملية السلام مما يضع اللجنة الرباعية أمام تحد جديد بعد فشلها طوال المرحلة الماضية في الاستجابة للنداء العادل بوقف حصار الفلسطينيين المفتري عليهم. وقالت الصحف انه ضمن محاولات مصرية لا تنقطع لتحقيق الوفاق الوطني الفلسطيني تجري في القاهرة مباحثات تتناول وقف الاقتتال الفلسطيني الداخلي في غزة وتحسين الأوضاع الأمنية والوصول إلي اتفاق فيما يتعلق بالمشاركة السياسية بين الفصائل الفلسطينية.. مشيرة الى ان المسئولين المصريين اجروا لقاءات مع كل من وفدي فتح وحماس تليها لقاءات مع وفود من حركة الجهاد والجبهتين الشعبية والديمقراطية وتتمحور تلك اللقاءات بين قادة الفصائل حول إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية والتهدئة الشاملة مع اسرائيل وبدء مفاوضات المرحلة النهائية وضمان عدم الاقتتال الداخلي. ولفتت الى ان مصر تريد من تلك المباحثات بلورة موقف فلسطيني مشترك قد تطرحه علي الفصائل في لقاء موسع بالقاهرة أو في غزة أو في أي مكان آخر من أجل وضع حد للاقتتال الداخلي إلي الابد والتوجه إلي الأفق السياسي.. ومؤكدة ان مصر تنظر الي الشعب الفلسطيني وفصائله وقياداته السياسية بطريقة واحدة لا تفرق بين اي تيار سياسي فلسطيني وآخر ولا تلقي بدعمها إلي جهة علي حساب أخري من أجل إقامة الدولة الفلسطينية. من جهة اخرى قالت الصحف ان حرص الكثير من الاطراف الدولية وخاصة الولاياتالمتحدة علي الاسراع بتشكيل المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الاسبق /رفيق الحريري/ يثير الكثير من الشكوك والارتياب في النوايا والاهداف كما انها تثير تساؤلات بشأن ما اذا كانت هذه الاطراف تسعي حقا وصدقا لانفاذ العدالة ومحاكمة المجرمين ام انها تسعي لتطويع المحكمة الدولية كي تكون اداة سياسية يتم من خلالها تحقيق اهداف خفية وغايات ملتوية وتنفيذ اجندة سياسية مرسومة سلفا ضد دولة او فئة او جماعة لاتروق لهذه الدولة او تلك. واكدت الصحف ان تشكيل المحكمة في حد ذاته امر مطلوب لمحاكمة هؤلاء المجرمين الذين قتلوا سياسيا لبنانيا بحجم الحريري مما وضع لبنان كله على فوهة بركان يوشك ان يفجر البلد بكامله ولكن كان من الممكن اتاحة الفرصة من اجل تشكيل هذه المحكمة بالتوافق بين الاطراف المعنية الفاعلة على الساحة السياسية اللبنانية كي تكون بداية مخرج من هذه الازمة المستحكمة بدلا من فرضها فرضا علي الجميع دون الاتفاق علي الاطار القانوني الذي يتعين ان تلتزم به للحيلولة دون اساءة استخدامها من طرف ضد طرف اخر او اطراف اخري. ورأت الصحف انه مما يزيد بواعث الشكوك والارتياب ان قرار مجلس الامن بتشكيل المحكمة في موعد لا يتجاوز العاشر من يونيو القادم جاء في الوقت الذي تتفاقم فيه ازمة اخري في لبنان زيادة علي ما به من ازمات.. وهي مشكلة مخيم نهر البارد الذي يتحصن بداخله مقاتلون مسلحون من جماعة فتح الاسلام الارهابية دون ان تبدو اي بوادر في الافق علي قرب التوصل الي حل لها. واعربت الصحف عن مخاوفها من ان يؤدي قرار تشكيل المحكمة الدولية الي تفاقم الازمة السياسية في لبنان من خلال زيادة هوة الانقسامات بين الفرقاء اللبنانيين بدلا من وضع هذه المحكمة في اطارها الصحيح بوصفها وسيلة لاحقاق الحق وانزال العقاب بالمجرمين.