أكد رئيس مفوضية الاتحاد الافريقى الفا عمر كوناري أن الوقت قد آن لعقد القمة العربية الافريقية الثانية بعد مرور 30 عاما على عقد القمة الأولى بمصر عام 1977م. وحذر كونارى في تصريح له عقب لقاءه مع الرئيس المصري حسني مبارك اليوم من أن الصومال تعد اليوم مشكلة شائكة وخطيرة للغاية اذا لم يتم السيطرة عليها وستمتد تداعياتها للقارة الافريقية ككل مؤكدا ان المسألة فى الصومال الآن واضحة للجميع وأنه يجب تشجيع اجراء حوار سياسى لتعزيز الحكومة الموجودة على الساحة فى الصومال. واشار الى انه يجب فى هذا الخصوص تقديم يد المساعدة لتلك الحكومة حتى تدافع عن نفسها مؤكدا أن الصوماليين فقط هم الذين سيكون بوسعهم تسوية المشكلة الصومالية وأن تواجد قوات افريقية لايجب أن تكون الا فى هذا الاطار. وشدد على أن الاثيوبيين عليهم أن يدركوا بأنفسهم أنه يتعين عليهم الانسحاب من الصومال وأن الحاجة تقتضي اليوم مزيد من القوات الافريقية حتى يتسنى للأثيوبيين الانسحاب مشيرا الى أن نشر هذه القوات الافريقية سيفتح بدوره السبل أمام الحوار الصومالى الحقيقى والذى يجب أن يعزز الحكومة. وحول موضوع اقليم دارفور السودانى قال مفوض الاتحاد الافريقي أنه بعد شهور طويلة توصلنا الى تسوية مع الرئيس السودانى عمر البشير لوضع عملية ستسمح بتعزيز القوات الافريقية وزيادة عدد القوات فى دارفور حتى 20 ألف فرد موضحا أن هذه القوات ستكون تحت قيادة افريقية وستكون الأممالمتحدة جزءا من هذه القوات. وقال كونارى ان السودان وافق على أن تكون هناك كل الأسلحة التى طلبناها وانه يجب الان على مجلس الأمن الموافقة على هذه التسوية كما يجب على الأممالمتحدة أن تقدم التمويل الكافى حيث أن هذا التمويل هو المشكلة الان. وحول سعى بعض الاطراف من أجل فرض عقوبات على السودان بخصوص موضوع دارفورا عرب كوناري عن دهشته بأن يتم طرح مسألة فرض عقوبات فى وقت يتم فيه التوصل بالفعل لاتفاقية مع الحكومة السودانية مؤكدا أن هذا الوقت ليس هو الوقت مطلقا لفرض عقوبات على السودان. ووصف كونارى هذا التوجه لفرض العقوبات بأنه لا تفسير له بل إنه يمكنه على العكس أن يؤدى لخلق أزمة ثقة لن تؤدى الى شىء سوى الى تعقيد الامور لأن مشكلة السودان ليس لها حل عسكرى بأى شكل من الاشكال. وفيما يتعلق بالصومال قال انه لايجب التعجل فى الأمور وعلينا العمل لتهيئة الظروف التى تتيح للقوات الاثيوبية الانسحاب من الصومال حيث أن انسحاب القوات الاثيوبية بشكل مفاجىء اليوم من الممكن أن يؤدي الى المزيد من فوضى ولن تستطيع الحكومة الانتقالية السيطرة على الأمور مؤكدا أنه لايبرر بذلك مطلقا التواجد الاثيوبى فى الصومال. واضاف أنه خلال الاسابيع القادمة سيتم الاعلان عن مبادرة سياسية تساعد على الحل خاصة فيما يتعلق بوجود حكومة تنفيذية تكون أكثر قوة لانها ستكون ممثلة بشكل أفضل للفصائل الصومالية المختلفة. وردا على سؤال حول ما إذا كانت أفريقيا تعتزم مطالبة مجموعة الدول الثمانى الصناعية الكبرى خلال قمتها القادمة فى ألمانيا بضرورة الوفاء بوعودها لتقديم المساعدة الاقتصادية لافريقيا أكد كونارى أن هذا الموضوع سيتم مناقشته مشيرا الى أن هناك الان اجتماعات تحضيرية تعقد لهذا الغرض وسيطرح خلالها الجانب الأفريقى هذا الامر خاصة فى ظل عدم التزام دول الثمانى بتنفيذ ماسبق أن وعدت به. وقال كونارى ان الوعود تتراكم من قمة الى أخرى دون أن يتم الوفاء بها فى معظم الأحيان من جانب الدول الصناعية وان الدول الافريقية سوف تقوم عقب قمة ألمانيا بإجراء عملية تقييم شاملة للموقف فى هذا الخصوص لأنه يجب أن يتم الوفاء بما يتم الالتزام به من وعود فتكرار القمم والاجتماعات بدون تنفيذ للالتزامات سيكون بدون جدوى حقيقية ولا نتائج ملموسة على أرض الواقع. //انتهى// 1740 ت م