اكدت الصحف السورية الصادرة اليوم اهتماماً بمؤتمر شرم الشيخ والبيان الذي صدر عنه منوهة الى الاجتماع الذي عقد بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم وكونداليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية. واشارت الصحف الى ان سورية ليست الدولة التي تبحث عن المصاعب في علاقاتها مع الدول وليست من يمارس الإرهاب ويقدّس الحروب ويتهرب من السلام ومتطلباته فالحديث عن المصاعب يجب أن يوجّه إلى من يخلق المصاعب ويعوق أي توجّه نحو الانفراج في العلاقات ونحو السلام العادل والشامل الذي تنشده الشعوب. وقالت: مناسبة هذا الكلام ما صدر عن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بعد الاجتماع الذي عقدته مع وزير الخارجية وليد المعلم إذ قالت: لا نريد علاقة صعبة مع سورية . واضافت الصحف كلام الوزيرة رايس جميل جداً ويبشّر ببعض الخير ليس لأن الإدارة الأميركية تقول إنها لا تريد علاقة صعبة مع سورية فحسب، بل لأن هذه الإدارة خطت أخيراً تلك الخطوة التي كان عليها أن تخطوها منذ أمد بعيد ونعني بها خطوة نحو الحوار المباشر وليس عبر التصريحات النارية والتهديدات والإملاءات والاتهامات التي كانت تطلقها عن بُعد. واوضحت أن سورية راغبة فعلاً في الحوار مع الولاياتالمتحدة وهذا لا يعني أنها تستجدي هذا الحوار فالرغبة في الحوار ناجمة عن مواقف معروفة ميّزت السياسة السورية على مدى عقود تقوم على أساس إحترام الدول ومواقفها وسياساتها وضرورة المعاملة بالمثل من قبل تلك الدول. ولفتت الى ان سورية ليست وحدها هي التي تريد الحوار مع الإدارة الأميركية بل هناك شخصيات وقوى سياسية فاعلة ومؤثّرة على الساحة الأميركية دعت وتدعو إلى الحوار مع دمشق والأمثلة أكثر من أن تُحصى بدءاً من زيارات العديد من أعضاء الكونغرس الأميركي لسورية والتي تُوِّجت بزيارة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النوّاب وصولاً إلى تقرير بيكر هاميلتون. واكدت الصحف ان إدارة الرئيس جورج بوش الابن تعرف بالوثائق الموجودة في خزائنها ومن خلال اقتناع الشخصيات السياسية الأميركية التي زارت دمشق أن سورية دولة محبّة للسلام وقدّمت كل ما من شأنه التوصّل إلى اتفاق سلام حقيقي وأن إسرائيل هي التي نسفت ما تمّ التوصّل إليه والذي يشكّل ما يقارب الثمانين في المئة من ذلك الاتفاق. وتابعت تقول الفرصة لم تتبخّر بعد إذا كانت الإدارة الأميركية تريد فعلاً أن تدخل التاريخ كصانعة للسلام وليس كمفجّرة للحروب والسلام يُصنع طبعاً بالحوار الجاد والخلاق وليس عبر سياسات العزل ونشر الفوضى الخلاقة والهدّامة هنا وهناك. والتجربة ماثلة أمام الأميركيين قبل سواهم وأمام العالم أجمع وشعوبه قاطبة. // انتهى // 1038 ت م