اقترح مسؤول قسم الشرق الأوسط في «مجموعة الأزمات الدولية» روبرت مالي ثلاث خطوات لتطوير العلاقات السورية - الأميركية تبدأ بإعادة فتح الأقنية الديبلوماسية ورفع العقوبات الاقتصادية عن سورية وقيام «حوار استراتيجي» ازاء قضايا ذات اهتمام مشترك، اضافة الى اتصال مباشر بين كبار المسؤولين. وقال ان السلام بين سورية وإسرائيل «غير ممكن ما لم تنسحب اسرائيل من الجولان الى حدود عام 1967»، محذراً من استئناف المفاوضات من دون تحقيق نتائج فعلية لأن «ثمن الفشل سيكون باهظاً». وكان مالي يتحدث الى «الحياة» في دمشق بعد سلسلة لقاءات عقدها مع مسؤولين سوريين، بينهم نائب الرئيس فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم وسفراء أجانب. ووصف العلاقات بين دمشقوواشنطن حالياً بأنها «افضل مما كانت عليه، لكنها ليست كما يجب ان تكون». وزاد: «حتى لو اراد اوباما فتح صفحة جديدة، وهذا ما يريده فعلاً، لكن هناك ارث 16 سنة من العلاقات الغامضة او الإشكالية بين الطرفين، تتضمن على الصعيد النفسي الكثير من الشكوك وعلى الصعيد الفيزيائي عقوبات اقتصادية، ما يجعل صعباً على اوباما إزالتها في فترة قصيرة. كما ان كل طرف يريد من الآخر خطوات عملية، وأن تكون بداية التحرك من قبله». وزاد: «اوباما جاء برغبة صادقة لتغيير العلاقات مع سورية، وكانت هناك توقعات ايجابية منه، غير ان الأشهر الأخيرة اظهرت ان هذا الأمر ليس اولوية لديه، بل الأولوية كانت الأزمة المالية وأفغانستان. لذلك ليس مفاجئاً ان تسير العلاقات ببطء كما هي عليه الآن». واقترح مالي ثلاث نقاط لتطوير العلاقات السورية - الأميركية: «الأولى، قيام حوار استراتيجي رفيع المستوى بين البلدين بحيث يذهب الى ما وراء الطلبات المباشرة لكل طرف من الآخر، ويتناول هذا الحوار الشرق الأوسط والعراق وفلسطين ولبنان. والثانية، ايجاد آلية لانتظام الاتصال والحوار بين الطرفين. وتعيين سفير اميركي في دمشق خطوة في هذا السياق، وإن كانت متأخرة. ولا بد من قيام علاقة مباشرة بين كبار المسؤولين، هذا مهم للطرفين، خصوصاً لأميركا، اذ ان هناك اعتقاداً في واشنطن بأن التواصل المباشر حيوي لتطوير العلاقات. والثالثة، ايجاد مساحات حيث يمكن القيام بخطوات مشتركة على اساس المصالح المشتركة. والأمر الأول يمكن ان يكون الموضوع العراقي، هذا مسألة ملحة لأميركا والمصالح مشتركة في ما يتعلق بالمصالحة السياسية ووضع حد للعنف واستقرار العراق ووحدته وأمنه». وقال رداً على سؤال ان واشنطن «لن تزيل العقوبات الاقتصادية كلياً وتطبع العلاقات جوهرياً ما لم يحصل تغيير في سياسة سورية الإقليمية إزاء حماس وحزب الله والمنطقة. وبالنسبة الى سورية، فإن تحقيق السلام الشامل واستعادة الجولان هو اساس الحل في المنطقة. والواقع ان مسار التسوية مجمد الآن»، غير انه اضاف ان ادارة اوباما تريد «سلاماً شاملاً، وهي مقتنعة بأنه كي يتحقق ذلك، لا بد من سورية. لكن الأولوية الآن للمسار الفلسطيني ضمن السلام الشامل لأنه سيؤدي الى استقرار المنطقة، وإن المبادرة العربية للسلام جوهرية في ذلك. وهناك من يرى وجود عقبات على المسار الفلسطيني ويرى حافزاً في تحريك المسار السوري، وإن اقصر طريق لتحقيق السلام يمر عبر سورية، وإن السلام الشامل سيغير خريطة المنطقة». وعن المسار السوري، قال مالي الذي عمل مع ادارة الرئيس السابق بيل كلنتون: «هناك حقيقة لا يمكن تجاهلها: لن يتحقق السلام ما لم تنسحب اسرائيل من الجولان الى حدود عام 1967. هذه حقيقة اذا اردنا مفاوضات ناجحة، فهذه هي الطريق. ورؤساء الحكومات في اسرائيل السابقون قبلوا ذلك، وعلى اسرائيل ان تقرر: هل تريد سلاماً مع سورية؟ هل هي مستعدة وجاهزة لإعادة الجولان؟». وزاد: «اي مفاوضات فاشلة ستكون نتائجها اخطر من السابق. الفشل السابق في تحقيق السلام اثر في نفسية الشعوب والقيادات في مدى الإيمان بإمكان تحقيق السلام، الآن اي فشل ستكون نتائجه اعمق». وزاد: «يجب عدم الدخول في مفاوضات اذا لم نكن متأكدين من امكان تحقيق السلام وانسحاب اسرائيل من الجولان».