أكدت الصحف المصرية الصادرة اليوم أن الفترة القليلة المقبلة ستتميز بعدم الاستقرار السياسي في إسرائيل ومن ثم عدم قدرة أي زعيم علي إتخاذ قرارات حاسمة تتعلق بالسلام مع الجيران العرب لأنه ببساطة لا يملك المظلة السياسية والشعبية لإبرام أي اتفاق. وقالت أن الشواهد تؤشر ببدء العد التنازلي لانتخابات برلمانية مبكرة في إسرائيل بعد أن طلب وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك من رئيس الحكومة إيهود أولمرت التنحي واختيار خليفة له بسبب التحقيقات الجارية حول تورط أولمرت في فضيحة فساد. وأضافت قائلة أن حالة عدم الاستقرار الحكومي ستجبر أي رئيس حكومة سواء استمر أولمرت أو جاءت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني على الدعوة لانتخابات مبكرة ربما تكون نهاية العام الحالي أو بداية العام المقبل. ولفتت إلى أن ذلك يترافق مع أن الشهور القليلة المتبقية للرئيس الأمريكي جورج بوش في البيت الأبيض لن تجعله قادرا على الضغط بما يكفي علي إسرائيل لتحسين شروط إتفاق سلام محتمل .. معربة عن إعتقادها بأن الحديث في هذا السياق عن إمكان إتفاق سلام سوري إسرائيلي تبدو بعيدة للغاية برغم بالونات الاختبار التي ملأت الأجواء أخيرا. ورأت أن إسرائيل ليست في حالة تجعلها توقع إتفاق سلام مع سوريا حاليا كما أن واشنطن لن تعطي موافقتها في ظروفها الراهنة .. فيما أضحت فرص التوصل لاتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي وهو ما كان يسعي إليه بوش لتتويج رئاسته بعيدة للغاية. وخلصت إلى القول بأن ذلك لن يمنع أن تمارس واشنطن وتل أبيب ضغوطا علي المفاوض الفلسطيني لإبداء تنازلات تسمح بتسويق الإتفاق المنتظر في إسرائيل وهو ما يجب أن يحذر منه المفاوض الفلسطيني ويرفضه بشدة لأن اتفاقات الوقت الضائع لن تصمد بالإضافة إلى ضرورة عدم إعطاء حبل نجاة لأولمرت أو مكافأة لبوش على حساب الشعب الفلسطيني. وفي الشأن العراقي أعربت الصحف عن إعتقادها بأن اللعنة العراقية التي طاردت بوش داخل البيت الأبيض سوف تلحق به خارجه علي غير ما يتمنى .. لافتة في هذا الإطار إلى زعم الرئيس الأمريكي بوش في تصريحات له أمس نجاح استراتيجيته العسكرية في العراق في الوقت الذي ناقضته فيه الأممالمتحدة عندما وصفت الموقف الأمني في الدول العربية المحتلة بأنه /هش/ وذلك رداً على الإلحاح الأمريكي على المنظمة الدولية وعلى الدول العربية لإرسال مبعوثين وسفراء لها إلى بغداد. وقالت أن الرئيس الأمريكي وهو يلم أمتعته للرحيل عن البيت الابيض يبحث عن إنتصار يسجله له التاريخ ويتوهم العراق مسرحا لهذا الإنتصار في الوقت الذي وصف فيه المتحدث السابق بلسانه سكوت ماكليلان غزو العراق بأنه خطأ إستراتيجي كبير إرتكبه بوش معتمدا علي الدعاية وليس الحقائق لتمرير هذه الحرب غير الضرورية وخداع الرأي العام الأمريكي. ولبنانيا رحبت الصحف بسياسة /اليد الممدودة/ التي إعتمدها رئيس الحكومة اللبنانية المكلفة فؤاد السنيورة تجاه كل اللبنانيين وتشديده على ضرورة تنظيم الإختلافات وعلى تطبيق القرارات الدولية لإستعادة مزارع شبعا التي لا تزال رهينة للاحتلال الاسرائيلي .. واصفة هذه السياسة بالبادرة الطيبة التي تبشر بمستقبل افضل للبنان واللبنانيين. ونوهت بكلمة السنيورة التي ألقاها بالقصر الجمهوري بعد أن كلفه الرئيس اللبناني ميشيل سليمان رسميا بتشكيل الحكومة الجديدة مشيرة إلى أن السنيورة لم يغفل دعوة جميع اللبنانيين إلى المساهمة في تضميد جراح لبنان وتجاوز ما شهده من إنقسامات وحملات وأعمال عنف. // انتهى // 1010 ت م