أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام في مكةالمكرمة فضيلة الشيخ إسامة خياط المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن ومراقبته وخشيته في سائر الاعمال والافعال . وقال في خطبة الجمعة التي القاها اليوم بالمسجد الحرام // انه اذا كانت الأشياء تتميز بضدها واذا كان الضد يظهر حسنه الضد فإن الأمور التي خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم اهل الجاهلية من اعظم ما يبين ذلك ويجلي حقائقه وان من اظهر ذلك ثلاث خصال قام عليها دينهم ومضى عليها اسلافهم واستبان بها جهلهم وضلالهم وعظم خسرانهم أما الاولى فاشراكهم بالله ودعاؤهم غيره واما الثانية فتفرقهم وعدم اجتماعهم واما الثالثة فمخالفتهم ولي الامر وعدم الانقياد له فقد كانوا يتعبدون بالشرك فيدعون غير الله تعالى ملكا مقربا ام نبيا مرسلا او عبدا صالحا ام صنما او شجرا او كوكبا او غير ذلك ويرون في هذا الاشراك تعظيما لهذا المعبود من دون الله ويطلبون شفاعته عند الله تعالى ضنا منهم ان هذا المعبود يحب منهم ذلك ثم هم بعد ذلك منتهجون نهج التفرق والاختلاف راضون به مستحسنون له حتى اورثهم احقادا واحترابا وافقدهم انفسا واموالا واولادا ويرون مع ذلك ان مخالفة ولي الامر وعصيانه وعدم الانقياد له فضيلة تحمد وشرف يقصد وان السمع والطاعة مهانة يجب الترفع عنها ومذمة تتأكد البراءة منها ويتعين التجافي عنها بل كان بعضهم يجعل ذلك دينا يتعبد به وقربى يزدلف بها فخالفهم رسول الهدى صلى الله عليه وسلم بما جاءه من ربه من البينات والهدى في كل ذلك فامرهم بالاخلاص لله وحده في العبادة واعلمهم ان هذا هو دين الله الذي لا يقبل سبحانه من احد سواه واخبرهم ان كل من تنكب عن هذا الصراط وحاد عن هذا السبيل ففعل ما استحسنوه من عبادة غيره بصوت اي نوع من انواع العبادة له فقد غدا مشركا لا قبول لعمله ولا غفران لذنبه وبين لهم صلوات الله وسلامه عليه ايضا ان هذا الامر هو قوام الدين كله واساسه ولبه ولأجله افترق الناس الى مسلم وكافر كما امرهم عليه الصلاة والسلام بالاجتماع والاعتصام بحبل الله الذي هو دين الله . // يتبع // 1551 ت م