تعيش اسبانيا منذ مدة توترا سياسيا نتيجة الاختلاف الكبير الحاصل بين سياسة حكومة رئيس الوزراء خوسي لويس رودريغيث ثابتيرو والمعارضة التي يتزعمها الحزب الشعبي المحافظ بزعامة ماريانو راخوي ، هذا التوتر انتقل الى الشارع ووسائل الاعلام ولم يبقى محصورا في البرلمان. ولم يسبق في تاريخ الديمقراطية الاسبانية منذ أواسط السبعينات أن وقع اختلاف كبير في مواضيع مثل الهجرة وتعديل قوانين الحكم الذاتي والاقتصاد بل ووصل الى الاختلاف الى معالجة إرهاب منظمة إيتا0 وكل مساء أربعاء، يكون البرلمان على موعد من الأسئلة التي توجه الى رئيس الحكومة ثابتيرو وبعض وزراءه ولم يعد الاسبان كما يقول عالم الاجتماع ميغيل برافو /ينتظرون البرامج التي ستطرح وكيف ستنعكس على البلاد بل ينتظرون الجدل الحاد بين الحكومة والمعارضة 0 وشهدت مدينة بامبلونا شمال اسبانيا مساء أمس مائة ألف من الذين خرجوا للاحتجاج على سياسة الحكومة في مجال معالجة القوميات وإصلاح قوانين الحكم الذاتي، وخرج عدد مماثل أو أكبر في العاصمة مدريد للتنديد بالحرب في العراق وتحميل جزء من المسؤولية للحكومة السابقة المتمثلة حاليا في الحزب الشعبي المعارض. وتفيد المؤشرات أن الوضع سيزداد حدة، فالانتخابات البلدية ستجري في شهر مايو المقبل وتعتبرها كل من الحكومة والمعارضة بمثابة استفتاء تشريعي فهزيمة الحزب الاشتراكي الحاكم يعني فقدان الحكومة لمصداقيتها وفقدان المعارضة للانتخابات يعني أنها لن تشكل بديلا. // انتهى // 1746 ت م