احتضنت الجزائر يومي 30 و31 يناير الجاري ندوة دولية حول الماء والبيئة بمشاركة اكثر من 250 باحثا وخبيرا جزائريا وأجنباي يمثلون 12 دولة منها البلد المضيف وتونس والمغرب وتركيا وبلجيكا واسبانيا واليونان وإيطاليا وفرنسا. وتندرج هذه التظاهرة العلمية والبيئية حسب الناطق باسم الندوة في إطار التحسيس بأهم القضايا التي تهدد مستقبل البشرية ولاسيما تلوث منابع المياه وعدم توازن المحيط البيئي بسبب الغازات السامة والنفايات الخطيرة. وقد تناول الخبراء والباحثون طيلة يومين جملة محاور تناولت أساسا توعية الرأي العام الدولي بالأخطار المحدقة بالماء كمصدر حياة ومنها تلوث المصادر المائية إلى جانب الاهتمام بالبيئة كمحيط طبيعي يتفاعل معه الإنسان. كما درس الخبراء الانعكاسات السلبية ليس فقط على الإنسان بل على الحيوان والغطاء النباتي عموما بسبب الكوارث البيئية المترتبة عن التصنيع الفوضوي الذي لا يخضع للقواعد العلمية أوالإجراءات البيئية المعتمدة عالميا . وقد أكد كافة المتحدثين على ضرورة وأهمية اتخاذ الاحتياطات اللازمة بخصوص ترشيد استهلاك الماء وانتهاج سياسة بيئية تمكن من حماية المصادر المائية من أي خطر بيئي. وقد انتهت الندوة بعد نقاش مستفيض إلى جملة من القرارات والتوصيات أهمها الدعوة إلى التقيد بمحتوى الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة بتقسيم المياه بين الدول وكذا الحفاظ على المحيط البيئي إلى جانب تلك المتعلقة بالتغيرات المناخية والإحتباس الحراري ولاسيما اتفاقية " كيوتو " . كما حضي موضوع التصحر باهتمام بالغ في توصيات الندوة التي أكدت أن التصحر أصبح خطرا فعليا ينبغي مواجهته في إطار تعاون دولي فعال ، وتم التأكيد في هذا السياق على ضرورة تفعيل نتائج ملتقى وزراء البيئة العرب والندوة الدولية حول التصحر الذين احتضنتهما الجزائر نهاية السنة الفارطة ( 2006 ) ولاسيما الدعوة إلى تخصيص عشرية كاملة لمعالجة ظاهرة التصحر وانعكاساتها السلبية التي أصبحت أمر واقعا. كما حذر الخبراء لدى اختتامهم الأشغال من موضوع الجفاف الذي أصاب العديد من دول الجنوب ودعوا إلى دراسة أهم مسبباته وطرق علاجها وخاصة تلك المتعلقة بالنشاطات الإنسانية والبيئية. ندوة الجزائر خلصت إلى ضرورة صياغة سياسة دولية تحت غطاء أممي لمعالجة مختلف المشاكل والافرازات الناتجة عن سوء التصرف والتعامل مع الثروة المائية والمحيط البيئي عموما. وقد دعا اللقاء إلى ضرورة الإستفادة من تجارب الدول المتقدمة في مجال حماية المصادر المائية والحفاظ على البيئة وأشاد بالبحوث العلمية الجادة التي انجزت حول هذا الموضوع وأكد الحاضرون على أهمية الاستغلال الحسن لهذا الجهد البشري القائم على الحجة العلمية والدليل الواقعي . وانتهت الندوة بالدعوة إلى حتمية رسم إستراتيجيات مستعجلة لإنقاذ البشرية من الأخطار الناجمة عن تدهور نوعية المياه وتلوث الموارد والمنابع المائية وكذا تلوث الوسط الطبيعي الذي يبقى في حاجة ماسة لتوفير وسائل بشرية ومادية للحفاظ عليه وهو أمر ينبغي على الجهات الرسمية والهيئات الدولية والمجتمع المدني أن يسعوا إلى تحقيقه. // انتهى // 1253 ت م